0 / 0
105,03020/08/2001

ما هي أفضل الأعمال الصالحة بعد الواجبات

السؤال: 21374

ما هي أفضل الأعمال الصالحة بعد الواجبات ؟.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

سئل الأمام ابن تيمية السؤال التالي :

يتفضل الشيخ الإمام , بقية السلف , وقدوة الخلف , أعلم من لقيت ببلاد المشرق والمغرب , تقي الدين أبو العباس أحمد ابن تيمية بأن ينبهني على أفضل الأعمال الصالحة بعد الواجبات

فأجاب رحمه الله تعالى :

وأما ما سألت عنه من أفضل الأعمال بعد الفرائض فإنه يختلف باختلاف الناس فيما يقدرون عليه وما يناسب أوقاتهم , فلا يمكن فيه جواب جامع مفصل لكل أحد , لكن ما هو كالإجماع بين العلماء بالله وأمره : أن ملازمة ذكر الله دائماً هو أفضل ما شغل العبد به نفسه في الجملة , وعلى ذلك دل حديث أبي هريرة الذي رواه مسلم : ( سبق المفردون , قالوا يا رسول الله : ومن المفردون ؟ قال : الذاكرون الله كثيراً والذاكرات ) . وفيما رواه أبو داوود عن أبي الدرداء رضي الله عنهما  عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم , وأرفعها في درجاتكم , وخير لكم من إعطاء الذهب والورق , ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله , قال ذكر الله ) والدلائل القرآنية والإيمانية بصراً وخبراً ونظراً على ذلك كثيرة . وأقل ذلك أن يلازم العبد الأذكار المأثورة عن معلم الخير وإمام المتقين صلى الله عليه وسلم كالأذكار المؤقتة في أول النهار وآخره , وعند أخذ المضجع وعند الاستيقاظ من المنام , وأدبار الصلوات , والأذكار المقيدة , مثل ما يقال عند الأكل والشرب واللباس والجماع , ودخول المنزل و المسجد والخلاء والخروج من ذلك , وعند المطر والرعد , إلى غير ذلك , وقد صنفت له الكتب المسماة بعمل يوم وليلة  – ومن أحسن ما صنف في هذا الباب كتاب من الحجم الصغير ( صحيح الكلم الطيب ) وهو مستقي من كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية ( الكلم الطيب ) وهو من تحقيق العلامة الألباني – .

ثم ملازمة الذكر مطلقاً , وأفضله لا إله إلا الله .

وقد تعرض أحوال يكون بقية الذكر مثل سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله أفضل منه .

ثم يعلم أن كل ما تكلم به اللسان وتصوره القلب مما يقرب إلى الله من تعلم علم وتعليمه , وأمر بمعروف ونهي عن منكر فهو من ذكر الله . ولهذا من اشتغل بطلب العلم النافع بعد أداء الفرائض , أوجلس مجلساً يتفقه أو يفقهه فيه الفقه الذي سماه الله ورسوله ( فقهاً ) , فهذا أيضاً من أفضل ذكر الله .

وعلى ذلك إذا تدبرت لم تجد من الأولين في كلماتهم في أفضل الأعمال كبير اختلاف . وما اشتبه أمره على العبد فعليه بالاستخارة المشروعة , فما ندم من استخار الله تعالى . وليكثر من ذلك ومن الدعاء , فإنه مفتاح كل خير , ولا يعجل فيقول : قد دعوت فلم يستجب لي , وليتحرَّ الأوقات الفاضلة , كآخر الليل , وأدبار الصلوات , وعند الأذان , ووقت نزول المطر , ونحو ذلك .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

نقلاً عن رسالة ( الوصية الجامعة لخير الدنيا والآخرة ) تصنيف شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - طبعة المكتبة السلفية بالقاهرة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android