تنزيل
0 / 0

دخول المسجد لغير المحجبة

السؤال: 214386

أنا وصديقتاي نريد الذهاب إلى المسجد للدراسة لكنهما غير محجبتان .
فهل يجوز لهما لبس خمار مع ملابس عادية ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
التبرج من أخطر أبواب الفتن ؛ لأن التبرج خطر على المرأة المتبرجة وعلى من يراها
على حالتها تلك ، وقد تتسبب بتبرجها أن يعتدي عليها بعض الفساق بالقول أو الفعل .

فالمتبرجة – مهما ادعت العفة – هي فساد ينخر في المجتمع الإسلامي ، لأنها – وان
ادعت – أنها تملك نفسها ، فإنها لا تملك غيرها ، ولهذا جاء الوعيد الشديد على فعلها
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (‏ صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ
لَمْ أَرَهُمَا : قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا
النَّاسَ . وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ ، مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ ،
رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ ، لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ ،
وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا
وَكَذَا )‏ ‏رواه مسلم ( 2128 ) .
ثانيا :
المسلم حريص على هداية الناس واستقامتهم وقبولهم للحق ، ولعل في دخول هؤلاء إلى
المسجد نفعا عظيما لهن ، فيؤدين الصلاة ويسمعن موعظة حسنة تؤثر في قلوبهن ، مع ما
في المسجد من جو إيماني يحيي الإيمان في القلوب ، ويوقظ القلوب الغافلة .
ولذلك فينبغي أن تحرصي على اصطحابهن إلى المسجد مع الاكتفاء في بداية الأمر بلبس
الخمار وستر رؤوسهن ، على أن يتبع ذلك نصحهن واستمرار وعظهن بلبس الثياب الواسعة
الفضفاضة .
ثالثاً :
أمر الله سبحانه وتعالى أن تطهر المساجد وتنزه عن كل مالا ينبغي .
قال الله تعالى : ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا
اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ) .النور /36.
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ( 6/ 62 ) :
” أي: أمر الله تعالى برفعها ، أي: بتطهيرها من الدنس واللغو ، والأفعال والأقوال
التي لا تليق فيها ” انتهى
والسماح بدخول المتبرجات يخاف أن يساهم هذا في نقل فتن الشوارع والأسواق إلى بيوت
الله تعالى .
لكن المسلمة المتبرجة – إذا خففت من فتنتها – ؛ فمعصيتها ليست شَرٌ من كفر الكافر ،
والكافر يأذن له بدخول المسجد للحاجة .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى :
” لا حرج في دخول الكافر المسجد إذا كان لغرض شرعي وأمر مباح ؛ كأن يسمع الموعظة ،
أو يشرب من الماء ، أو نحو ذلك ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أنزل بعض الوفود
الكافرة في مسجده صلى الله عليه وسلم ؛ ليشاهدوا المصلين ، ويسمعوا قراءته صلى الله
عليه وسلم وخطبه ، وليدعوهم إلى الله من قريب ، ولأنه صلى الله عليه وسلم ربط ثمامة
بن أثال الحنفي في المسجد لما أتي به إليه أسيرا ، فهداه الله وأسلم . والله ولي
التوفيق ” .
انتهى من ” مجموع فتاوى ومقالات ابن باز ” ( 8 / 356 ) .
فإذا كانت صديقاتك من الراغبات في الخير وقصدهن من الذهاب إلى المسجد الانتفاع وليس
بقصد الفرجة ، وحاولن التقليل من فتنتهن بأن يغطين شعورهن ويلبسن ما لديهن من
الثياب الفضفاضة ونحو هذا ، فلعل في التحاقهن بهذه الدروس في المسجد باب خير لهن
وطريق لالتزامهن بشرع الله تعالى ، فشجعيهن على ذلك .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android