0 / 0

تعاني من العادة السرية ، وتعود إليها كلما تابت !!

السؤال: 214787

إنني فتاة تعاني من العادة السرية ، وكثيرا ما أقلعت عنها ثم أعود إليها ، حاولت التوبة عدة مرات ، ثم عدت إلى نفس الخطأ ، وكلما عدت إليها امتلكني الحزن والشعور بالذنب . فهل من وسيلة لترك المعصية ، وعدم العودة إليها ؟ وهل يقبل الله التوبة ؟ لقد حاولت حرق جسدي أكثر من مرة في موقع الاستمناء ، ولكنني أعود إليها ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
من المعلوم أن الله الذي خلق الإنسان وركب فيه الشهوة ، عليم سبحانه بضعفه أمامها ، لذلك فقد شرع لنا سبحانه وسائل للابتعاد عن الوقوع بسببها في الحرام ، وجعل لنا دواء بعد الوقوع كي لا نمضي في طريق الذنب ، غافلين تائهين ، مستلبين بأوامر الشيطان والنفس الأمارة بالسوء .
وأصل الخير والنجاة في ذلك : مجاهدة النفس قبل الوقوع في الذنب ، والابتعاد عن كل ما يهيج العبد على المعصية ، أو يدفعه إليها ، أو يعينه عليها ، أو يزينها له ؛ إن العبد يحتاج في كل حين إلى أن يفر بدينه إلى ربه ؛ يفر به من النفس الأمارة ، ومن رفقاء السوء ، ومن بيئة السوء ، يفر من عذاب الله ، إلى رحمته ورضوانه .
فإذا ما وقع في الذنب ، فليس له من علاج سوى التوبة النصوح ، والأوبة إلى ربه ، والعودة إليه ، عاجلا غير آجل ، قبل أن يدركه الموت ، وهو على تلك الحال ، أو تحوطه المعصية ، ويحال بينه وبين التوبة :
روى البخاري (7065) ، ومسلم (2758) ، واللفظ له ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : ( أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي .
فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا ، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ .
ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ ، اغْفِرْ لِي ذَنْبِي .
فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا ، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ .
ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ ، اغْفِرْ لِي ذَنْبِي .
فَقَالَ : تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا ، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ؛ قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ ) .
قال النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث ، ونحوه من أحاديث الباب :
” وَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ ظَاهِرَةٌ فِي الدَّلَالَةِ لَهَا ، وَأَنَّهُ لَوْ تَكَرَّرَ الذَّنْبُ مِائَةَ مَرَّةٍ أَوْ أَلْفَ مَرَّةٍ أَوْ أَكْثَرَ ، وَتَابَ فِي كُلِّ مَرَّةٍ ، قُبِلَتْ تَوْبَتُهُ ، وَسَقَطَتْ ذُنُوبُهُ ” انتهى من ” شرح مسلم” للنووي (17/230) .
وحينئذ ؛ فمدار أمرك في حقيقته على التوبة النصوح : التي هي الإقلاع عن ذنبك كله ، وتوطين النفس ، وشد العزم على عدم العود إليه مرة أخرى ، والأخذ بالأسباب المعينة على ذلك ، مع الندم على ما سلف منك ، والاستغفار منه .
وأما أن تفكري في حرق نفسك ، أو قتل نفسك ، أو التمادي في المعصية ، أو … فهذا كله علاج خطأ بجريمة هي أضعاف ذلك الخطأ ، كمن يؤذيه حر الصيف ، فيرمي نفسه في جحيم النيران ؛ فهل يفعل ذلك عاقل ؟!
ثانيا :
ليس هناك وصفة سحرية ينصح بها، ولكن هناك جد ومثابرة وصبر واحتساب من أجل التوبة النصوح ، ومفارقة هذا الذنب ، ومعها بعض الطرق العملية التي تعينك على ذلك ، إن شاء الله :
– الزواج ، فهو أفضل وأعظم علاج لذلك ، بل هو أعظم مقاصد تركيب هذه الشهوة في بني آدم : أن تحملهم على الزواج والالتئام ، وطلب النسل والذرية ، ليبقى نوع بني الإنسان في هذه الأرض ، إلى أن يأذن الله بأمره ؛ فعجلي به يا أمة الله ، ولا تردي خاطبا ملائما لك بحجة الدراسة ، أو التفرغ لعمل ، أو غير ذلك من الأعذار الواهية ، بل الزواج مقدم في حقك على ذلك كله ؛ بل لا مانع أن تسعي أنت إلى ذلك ، بتوسيط بعض الناصحات المخلصات ذوات الدين ، اللاتي يعنيهن أمرك ، ويحرصن على عفتك ؛ وتلك وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأمثالك من الشباب : ( يا معشر الشباب، مَن استطاع منكم الباءة فلْيَتَزَوَّج ؛ فإنه أغضُّ للبصَر ، وأحصن للفرج ، ومَن لم يستطِع فعليه بالصَّوم، فإنه له وِجَاءٌ ) متفق عليه.
– الابتعاد عن الأفلام والمسلسلات والقصص الغرامية التي تثير الشهوة ، أو مواقع النت الإباحية ، أو كل ما يثير الرغبة ويحركها فيك ، من المناظر ، والسماع والمخالطة ونحو ذلك .
– الانشغال بممارسة الهوايات النافعة ، وإعمار الوقت بما يشغلك عن ذلك ، ويفيدك ، كقراءة القرآن والمطالعة وأعمال الطاعات وغيرها .
– الحفاظ على الطهارة ، والحرص على الصلاة في مواقيتها .
– مراقبة الله في السر والعلن ، هي أصل الخير كله ، ومفتاح النجاة للعبد .
– صدق اللجوء إلى الله أن يعينك على شر نفسك ، وأن يغلبك على شهوتك ، وأن ييسر لك طرق تصريفها في الحلال ، وأن يصرف عنك الحرام وما قد يؤدي اليه .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (329) ، ورقم : (103112) ، ورقم : (210259) .
نسأل الله أن يعينك على توبتك ، وأن يصرف عنك السوء ، ويصرفك عنه ، وأن يتقبلك في التائبين .
والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android