أفضلهما أكثرهما نافلة
السؤال: 21565
في إذا كان شخص يؤدي عملاً ما ويؤدي سننا أكثر من شخص آخر يؤدي سننا أقل ، هل معنى هذا أنه يوجد نور أكثر في عمل الرجل الأول ؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
المحافظة على أداء السنن من أسباب محبة الله للعبد ، كما في
الحديث الذي رواه البخاري (6502) عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ” إن الله قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء
أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا
أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله
التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه “.
ودل الحديث أيضا على أن المكثر من النوافل يعينه الله ويسدده
ويحفظ جوارحه : سمعه وبصره ويده ورجله .
قال الخطابي رحمه الله :
( والمعنى : توفيق الله لعبده في الأعمال التي يباشرها بهذه
الأعضاء ، … بأن يحفظ جوارحه عليه ، ويعصمه عن مواقعة ما يكره الله من الإصغاء
إلى اللهو بسمعه ، ومن النظر إلى ما نهى الله عنه ببصره ، ومن البطش فيما لا يحل له
بيده ، ومن السعي إلى الباطل برجله).
وقال غيره : لا يتحرك له جارحة إلا في الله ولله ، فهي كلها تعمل
بالحق للحق . [ فتح الباري 11/352 ].
ومن كان هذا حاله فلا شك أن في عمله نورا وتوفيقا ، يزيد بزيادة
نوافله .
لكن الحكم بأن عمل فلان أكثر نورا وتوفيقا من عمل غيره لكثرة
نوافله ، مما لا يمكن الجزم به ، لأنه يتوقف على قبول الله تعالى لتلك النوافل ،
وهذا غيب لا يعلمه إلا الله ، لكن بحسب الظاهر ينبغي للإنسان إذا خير بين عاملين أن
يختار أتقاهما لله وأحرصهما على السنة رجاء أن يكون موفقا مسددا .
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟