تنزيل
0 / 0

يخشى لو استغفر لعموم المسلمين أن يدخل فيهم من لا يحب أن يعفو عنهم !

السؤال: 216046

أحب أن أستغفر للمؤمنين والمؤمنات ، طلباً للأجر ، ولكني لا أريد الاستغفار لأشخاص معينين ، وأخشى أني قد غفرت لهم ، وأنا لا أغفر لهم ، فكيف أستثني من لا أحب الاستغفار لهم ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
يستحب للمسلم أن يستغفر لإخوانه المسلمين وأخواته المسلمات ، قال تعالى: (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ) محمد/ 19 ، وقال تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) الحشر/ 10.
وهذا من صفات المؤمنين المتقين ، وهو ما كان عليه أنبياء الله ورسله وعباده الصالحون .
وانظر للاستزادة جواب السؤال رقم : (104460) .
والذي يستغفر لعموم المسلمين لا يطلب مجرد الأجر على الدعاء فقط ، من غير أن يقصد معناه ، وإنما يرجو مع ذلك أن يغفر الله لهم ويتجاوز عنهم ، وهو إنما ينال الأجر والمثوبة من الله إذا كان يرغب إلى الله في أن ينزل مغفرته على عباده .

ثانياً :
المسلم أخو المسلم ، يحب له الخير ، ويكره له الشر ، لا يظلمه ، ولا يسلمه ، وقول السائل عن إخوانه المسلمين : ” أخشى أن أكون قد سامحتهم وأنا لا أرغب في مسامحتهم ” ؛ خلاف المندوب إليه من أخلاق المسلمين الفاضلة ، التي أدبهم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورغبهم فيها ، ولو أنك رغبت إلى الله في مسامحتهم ، والعفو عنهم ، لكنت خليقا : أن يعفو الله ويصفح عنك ، كما تجاوزت لإخوانك عن زلاتهم وخطيئاتهم وعفوت عنهم ، قال الله تعالى : ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) النور/22 ، وقوله تعالى : ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) الشورى/ 40 .
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: ( ارْحَمُوا تُرْحَمُوا ، وَاغْفِرُوا يَغْفِرِ اللهُ لَكُمْ ) .
رواه الإمام أحمد أيضا (6541) ، وصححه الألباني في “الصحيحة” (482).
انظر جواب السؤال رقم : (178255) .

ثالثا :
المشروع في الدعاء المأثور: أن تلتزم بأصله الوارد ، كما نقول في دعاء التشهد : ( السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) ؛ فهل يقول أحد : إن بيني وبين فلان كذا وكذا ، وأريد أن أستثنيه من سلامي ؟!
ثم لك في ذلك ما نويت أنت ، فإن لم تكن تقصد الاستغفار لمعين : فأنت لم تدع له ، ولم تستغفر له ، ولا يعني دعاؤك ذلك أنك قد سامحته ، أو تركت له ما عنده من الحق لك ، إن كان الأمر كما تقول ، بل لك في ذلك كله ما نويت ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ) متفق عليه .

والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android