0 / 0

ترى الكثير من الرؤى التي تتحقق فهل يجب عليها البحث عن تأويلاتها ؟ وهل يجوز تأويلها من كتب تعبير الرؤى ؟

السؤال: 216190

دائماً ما أرى منامات في الليل ، ثم يتحقق ذلك في اليوم التالي أو الثلاثة الأيام التي تليه مباشرة ، فهل يجب عليّ الذهاب لإيجاد تفاسير لكل تلك الرؤى في كتاب ابن سيرين ؟ وهل يُنصح بالبحث عن تأويلاتها أم إن التجاهل أولى ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا:
الرؤيا الصالحة من المبشرات , وهي جزء من أجزاء النبوة , فقد أخرج البخاري (6988) ، ومسلم (2263) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ ) .
وأخرج مسلم (479) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ ( .
وجعل النبي صلى الله عليه وسلم من علامات اقتراب الساعة صدق رؤيا المسلم وتحققها , فلا تكاد تكذب , فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ تَكْذِبُ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ ، وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ ، وَمَا كَانَ مِنْ النُّبُوَّةِ فَإِنَّهُ لَا يَكْذِبُ) رواه البخاري (7017) ، ومسلم ( 2263 ) .
جاء في ” شرح النووي على مسلم” (15 / 20) : ” قَالَ الْخَطَّابِيُّ وَغَيْرُهُ : قِيلَ: الْمُرَادُ إِذَا قَارَبَ الزَّمَانُ أَنْ يَعْتَدِلَ لَيْلُهُ وَنَهَارُهُ , وَقِيلَ: الْمُرَادُ إِذَا قَارَبَ الْقِيَامَةَ , وَالْأَوَّلُ أَشْهَرُ عِنْدَ أَهْلِ تعبير الرُّؤْيَا , وَجَاءَ فِي حَدِيثٍ مَا يُؤَيِّدُ الثَّانِي” انتهى.

ثانيا:
لا يجب عليك أن تبحثي عن تأويل لكل ما ترينه , فإن هذا يضيع الكثير من الوقت ، مع قلة فائدته , وقلة من يتكلم في هذه الباب بفهم ، وصدق ، وورع .

وأفضل ما تنفق فيه الأوقات الاشتغال بطاعة الله سبحانه علما وعملا , فاهتمي بذلك واجعلي كل وقتك لإصلاح ما بينك وبين ربك جل وعلا , قال ابن مفلح : ” قال هشام بن حسان : كان ابن سيرين يُسأل عن مائة رؤيا ، فلا يجيب فيها بشيء إلا أن يقول : اتق الله وأحسن في اليقظة , فإنه لا يضرك ما رأيت في النوم ” انتهى من الآداب الشرعية (3/451)” .

وقال الشيخ عبد المحسن العباد – حفظه الله – : ” لا ينبغي للإنسان أن يُشغل نفسه بالرؤى ، لكن إذا حصلت له رؤيا ، وأمكنه تعبيرها : فإنه يعبرها ، وإن لم يعبرها ووثق في أحد ، وسأله : عبرها له ، وإن كان فيها شيء لا يعجبه : فيأخذ بالآداب التي أرشد إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأما أن يشغل نفسه بالرؤى وتعبيرها : فإنه قد يشتغل بذلك عن غيره ، مما هو أهم منه ، والعلماء ما كانوا يحرصون على الاشتغال بالرؤى …. . فهذا يحتاج إلى وقت ، ليبحث ، ويقرأ عن فلان ، وعن فلان ، ولهذا نجد الآن بعض المعبرين الذين تصدوا للتعبير : سوقهم رائجة ، والناس يشغلونه أكثر مما يشغلون العلماء في مسائل الدين ، وفي مسائل الفقه ، والأمور التي يحتاجون إليها في أمور دينهم ” انتهى .” شرح سنن أبي داود ” شريط رقم ( 359 ) .

ثالثا:
لا يصح الاعتماد على الكتب في تفسير الرؤى . جاء في ” الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني ” (2 / 353) :” ولا يجوز له تعبيرها بمجرد النظر في كتاب التفسير ، كما يفعله بعض الجهلة بكتب نحو ابن سيرين ، عندما يقال له أنا رأيت كذا، والحال أنه لا علم له بأصول التعبير ؛ فهذا حرام ، لأنها تختلف باختلاف الأشخاص والأحوال والأزمان وأوصاف الرائين ، فعلمها غويص يحتاج إلى مزيد معرفة بالمناسبات” انتهى.
وقال الشيخ العثيمين رحمه الله :” إن من المهم ألا نعتمد على ما يوجد في بعض الكتب ككتاب ” الأحلام ” لابن سيرين ، وما أشبهها ؛ فإن ذلك خطأ ؛ وذلك لأن الرؤيا تختلف بحسب الرائي ، وبحسب الزمان ، وبحسب المكان ، وبحسب الأحوال ، يعني : ربما يرى الشخص رؤيا فنفسرها له بتفسير ، ويرى آخر رؤيا هي نفس الرؤيا ، فنفسرها له بتفسير آخر غير الأول ؛ وذلك لأن هذا رأى ما يليق به ، وهذا رأى ما يليق به ، أو لأن الحال تقتضي أن نفسر هذه الرؤيا بهذا التفسير …” انتهى من شرح رياض الصالحين ” (4 / 377).

مع التنبيه على أن كتاب التعبير الذي ينسب لابن سيرين قد شكك كثير من أهل العلم في نسبته إليه , وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم :(6537).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android