0 / 0
57,27609/05/2014

الوتر آخر صلاة الليل

السؤال: 216236

كيف يمكن للشخص أن يصلي الوتر والتهجد ؟ فإذا صلينا الوتر بعد النوم في الثلث الأخير من الليل ، فكيف يمكننا أن نصلي بعده التهجد ؟ وهل التهجد قبل الوتر أم بعده ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
قيام الليل : هو قضاء الليل ، ولو ساعة ، في الصلاة وتلاوة القرآن وذكر الله ، ونحو ذلك من العبادات , ولا يشترط أن يكون مستغرقا لأكثر الليل .
وأما التهجد : فهو صلاة الليل ، وقيده بعضهم بكونه صلاة الليل بعد نوم .
والذي عليه أكثر الفقهاء : أنه صلاة الليل مطلقاً .
انظر جواب السؤال رقم : (143240) .

ثانيا :
المشروع في صلاة الليل أن تكون صلاته مثنى مثنى ، أي : ركعتين ركعتين ، ثم يختم صلاته بركعة ، يوتر بها الصلاة .
عَنْ ابْنِ عُمَرَ : " أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى ، فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى ) " . رواه البخاري(946) ، ومسلم (749) .
فتبين بذلك أن السنة في التهجد والوتر أمور :
الأول : أن يجعل صلاته : ركعتين ، ركعتين ، يفصل بين كل ركعتين من صلاته بالتسليم .
الثاني : أن يبدأ بالتهجد أولاً ، فيصلي ما شاء الله له أن يصلي .
الثالث : أن الوتر هو آخر صلاته بالليل ؛ وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا ) رواه البخاري (953) ، ومسلم (751) .
الرابع : أن لا يؤخر المصلي شيئاً من تهجده ووتره إلى طلوع الصبح ، بل يتحرى بصلاته أن يقع ذلك كله قبل أذان الفجر .
قال النووي رحمه الله :
" قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَإِذَا خَشِيَ أَحَدكُمْ الصُّبْح صَلَّى رَكْعَة تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى ) ، وَفِي الْحَدِيث الْآخَر ( أَوْتِرُوا قَبْل الصُّبْح ) هَذَا دَلِيل عَلَى أَنَّ السُّنَّة جَعْل الْوِتْر آخِر صَلَاة اللَّيْل , وَعَلَى أَنَّ وَقْته يَخْرُج بِطُلُوعِ الْفَجْر , وَهُوَ الْمَشْهُور مِنْ مَذْهَبنَا , وَبِهِ قَالَ جُمْهُور الْعُلَمَاء , وَقِيلَ : يَمْتَدّ بَعْد الْفَجْر حَتَّى يُصَلِّي الْفَرْضَ " انتهى من " شرح صحيح مسلم " (6/30-32).

ثالثاً :
للمسلم أن يصلي ما شاء من الصلاة بالليل ، من بعد صلاة العشاء إلى الفجر ، حسبما تيسر له ، سواء أول الليل أو وسطه أو آخره ، وبأي عدد من الركعات .
وأفضل أوقات صلاة الليل : آخره ، فهو وقت النزول الإلهي ، ووقت تفتح فيه أبواب السماء .
فعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ خَافَ أَنْ لَا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ ، وَمَنْ طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ ، فَإِنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ ، وَذَلِكَ أَفْضَلُ ) رواه مسلم (755) .
وينظر جواب السؤال رقم : (158678) ، ورقم (46544) .
فإذا صلى أول الليل ثم أوتر ، ثم بدا له أن يصلي آخر الليل صلى ما شاء ، ركعتين ركعتين ، ولا يعيد الوتر مرة ثانية ؛ لأنه لا وتران في ليلة .
راجع جواب السؤال رقم : (20851) ، (38400) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android