كيف نتعامل مع أهل الكذب ؟
السؤال: 217399
كيف أتعامل مع الكذابين ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
الكذب صفة مذمومة ، وهي من صفات المنافقين ، ولا يزال الإنسان يكذب ويتحرى الكذب
حتى يكتب عند الله كذابا ، ومن اعتاد الكذب انطبعت به خلاله ، فتجده يغش ويخدع
ويماري ويداري ويداهن ويحلف بالباطل ويخلف الوعد ويغدر في العهد ولا يتقن العمل ،
إلى غير ذلك من الصفات الذميمة والأفعال السيئة التي تنتج عن اعتياد الكذب ، ولذلك
فلا بد من محاربة هذه الآفة ، وإرشاد الناس إلى الصدق وحسن الخلق .
وهناك عدة أمور لا بد من مراعاتها عند الحاجة إلى التعامل مع هؤلاء الذين يتصفون
بهذه الصفة ، منها :
– النصح لهم ؛ فالدين النصيحة ، والمسلم أخو المسلم يحب له الخير ، ويكره له الشر ،
ويكون ذلك بالترغيب في الصدق وبيان محامده في الدنيا والآخرة ، وبالترهيب من الكذب
وبيان مفاسده في الدنيا والآخرة .
– عدم الاعتماد على ما يروونه من أخبار ، وما يذكرونه من أمور ، وخاصة فيما يتعلق
بحقوق الناس ، لأن الكذب مسقط للعدالة .
– الاستعانة عليهم في نصحهم وإرشادهم بمن يسمعون لهم ، ويقبلون منهم النصح والإرشاد
، من أهل العقل والدين من أقربائهم ومعارفهم وأصدقائهم وزملائهم .
– إذا كثر كذبهم واستشرى فسادهم وزاد أذاهم للناس فلا حرمة لهم ، والواجب التحذير
منهم مكاشفة ، وذكرهم بعيبهم أمام الناس ليحذروهم ؛ لأنهم فساق معلنون .
قال علماء اللجنة :
” دل على أنه لا غيبة لفاسق قد أظهر المعصية ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه مر عليه بجنازة فأثنى عليها الحاضرون شرا، فقال صلى الله عليه وسلم: (وجبت) ومر
عليه بأخرى فأثنوا عليها خيرا، فقال صلى الله عليه وسلم: (وجبت) فسألوه صلى الله
عليه وسلم عن معنى قوله وجبت؟ فقال: (هذه أثنيتم عليها شرا فوجبت لها النار، وهذه
أثنيتم عليها خيرا فوجبت لها الجنة، أنتم شهداء الله في أرضه) متفق عليه ، ولم ينكر
عليهم ثناءهم على الجنازة شرا التي علموا فسق صاحبها، فدل ذلك على أن من أظهر الشر
لا غيبة له ” انتهى من “فتاوى اللجنة الدائمة” (26/ 21)
.
وينظر جواب السؤال رقم 106413
.
– لا تصاحب الكذابين ، واجتنبهم ما استطعت ، فإن خلائق السوء تعدي ، والمرء على دين
خليله . قال الشاعر :
ودعِ الكذوبُ فلا يكنْ لكَ صاحباً … إِن الكذوبَ : لبئسِ خِلاً يُصحبُ
وقال ابن المعتز :
” اجتنِبْ مصاحبة الكذاب ، فإن اضطررت إليه فلا تصدّقه ، ولا تُعلِمه أنك تكذبه ،
فينتقل عن وده ، ولا ينتقل عن طبعه …” .
“زهر الآداب (1 /387).
– لا تأمنهم على شيء ، فإنهم كما يكذبون على الناس يكذبون عليك ، وكما يخونونهم
يخونونك .
قال الحسن بن سهل : ” الكذاب لِصّ ؛ لأن اللص يسرقُ مالك ، والكذاب يسرقُ عقلك ؛
ولا تأمن مَنْ كذب لك ، أنْ يَكذِب عليك ، ومن اغتاب غيرَك عندك ، فلا تأمَنْ أن
يغتابَك عند غيرك ” انتهى .
“زهر الآداب (1 /386).
والله تعالى أعلم .
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
![answer](/_next/image?url=%2F_next%2Fstatic%2Fmedia%2Fanswer.91a384f1.png&w=64&q=75)
موضوعات ذات صلة