تنزيل
0 / 0

تشك في التزام أخيها بإقامة الصلاة : فهل تحتجب عنه وتقاطعه ؟

السؤال: 217926

أخي في فترة المراهقة ، ولا يلتزم بالصلاة ، وينام عنها ، وأحيانا كثيرة يتركها بالكلية ، إلا عندما يزجره أبي ، مما يضطرني كثيرا لمقاطعته ، وعدم الحديث معه ، بل قررت أن لا أكشف وجهي أمامه ، وفعلت ذلك عدة أيام ، وعندما رأيته بدأ يصلي ، كشفت وجهي أمامه ، وعدت أحادثه ، لكني لست واثقة من جديته في الصلاة ، والتزامه بها ، وأشعر بالريبة والقلق ، وأرغب ألا أنام قي نفس غرفته التي ينام فيها ؛ فهل إذا شككت في عدم التزامه بالصلاة ، أعود لتغطية وجهي أمامه ، ومقاطعته ؟ وهل أحرض أهلي علي عدم مؤاكلتهم له ، وعدم محادثته ؟ علما بأني جربت معه النصح كثيرا ، ولم يفلح ، فلا أجد الآن سوى المقاطعة .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
المشروع : أن يحتاط لأمر العورات بين الإخوة والمحارم ، خاصة من كان منهم في سن
المراهقة ؛ فإن التساهل في مثل ذلك : قد جلب كثيرا من الشرور والمفاسد ؛ فإذا أمكن
أن يكون للبنات غرف مستقلة للنوم ، لا يختلطن فيها مع إخوتهم من البنين : فلا شك أن
هذا أمر مطلوب ، ينبغي الحرص عليه ، فإن النائم لا يأمن من انكشاف عورته أثناء نومه
، فإذا كان أحدهما مستقيظا ، وانكشفت عورة الآخر : أمكن أن يجر ذلك من الفتن أو
المفاسد ، ما هو معروف في مثل ذلك .
ويتأكد الأمر : إذا كانت الغرفة لفردين فقط : أخا وأختا ، فإن إمكان المفسدة في مثل
ذلك : أكثر ورودا .
ويزداد الأمر أكثر وأكثر : إذا كان الوازع الديني أو الخلقي عند الطرفين ، أو عند
أحدهما ضعيفا ، ولم تكن هناك رقابة فاعلة من ولي أمرهما .

لكن إذا تعذر ذلك الفصل في
الغرف ، لضيق البيت ، فلا حرج أن يكون فراش الأولاد في نفس الغرفة التي يوجد فيها
فراش البنات ، لكن مع زيادة الاحتياط في أمر العورات ، وظهور صلاح الحال منهما ،
وشعورهما بحضور الأسرة دائما ، ومتابعة ولي أمرهما .
وحيث تخشى المفسدة ، أو تظهر بوادر ضعف الخلق ، أو الدين : فالواجب الاحتياط التام
في مثل ذلك .
وينظر : الفتوى رقم : (78833) .

ثانيا :
المشروع أن يحرص كل من الإخوة والأخوات على مصالح بعضهم البعض ، وليكونوا إخوة
متحابين ، متناصحين ، متآلفين ، بل هذا هو حق أخوة المؤمنين العامة ، فضلا عن أخوة
النسب ، التي تتأكد بها الحقوق ، وتزداد عن حقوق الأخوة العامة ، كما هو معلوم .

فإذا وجد الأخ أخاه ، أو أخته ، أو جدت الأخت أختها أو أخاها ، على غير هدى :
فالمشروع : نصحه ، والصبر عليه ، وبذل الجهد معه لاستصلاحه ، وإقامة أمره على مقتضى
الشريعة ، مع الصبر على ذلك ، واحتساب الجهد والأجر في ذلك عند الله ؛ قال الله
تعالى : ( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ
الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ )
لقمان/17 .
ويتأكد ذلك : إذا كان المطلوب نصحه ووعظه : صغير السن مراهقا ؛ فإن هذه الفترة من
أصعب الفترات وأحرجها في حياة الولد أو البنت ، ولا ينبغي لمجرد النكوص أو الإعراض
: أن تظهر العداوات وتنشأ المشاحنات ، ولكن ليعطف الكبير على الصغير ، وليداره ،
وليصبر عليه ، وليبذل ما في وسعه لنصحه وإرشاده .

فننصح الأخت السائلة أن تتبع
مع أخيها أسلوب الترغيب والترهيب ، والحوار المقنع ، والكلام اللين النابع من قلب
محب مشفق ، وأخت قلقة على أخيها ، مع كثرة الدعاء له بالهداية والصلاح ، والاستعانة
بمن يمكن الاستعانة به لنصحه ، وخاصة بشأن الصلاة ، التي هي عمود الدين ، والمحافظة
عليها عنوان الفلاح ، والتهاون بها وبحقها علامة الخسران .
وتراجع إجابة السؤال رقم : (46876) .
وينظر جواب السؤال رقم : (50591) لمعرفة
كيف تنصح مقصراً في الصلاة ؟

ثالثا :
إذا بذلت معه كل المجهود ، وبالغت في النصح والإرشاد ، فلم ينصلح حاله ، وكان يغلب
على الظن أن في هجره والاحتجاب عنه ، وعدم الانكاشف أمامه : صلاح حاله ، فلا بأس
بذلك ، ويشرع حينئذ التوسل إلى تأديبه بما ينفع غالبا .
وإن كان لا يجدي ذلك نفعا ، كما هو الغالب على حال كثير من الناس في هذا الزمان :
فلا حاجة إليه ، وخاصة أن بعض الشباب إذا رأى من أخته أنها تحتجب منه ، قد يزيد في
العناد ويبالغ في المخالفة ، فمثل هذا لا ينبغي أن نصل إليه .

ومثل ذلك يقال في عدم
مؤاكلته ومجالسته ونحو ذلك ، سواء منك أو من أحد من أهل البيت : فمتى غلب على الظن
، وظهر من قرائن الأحوال : تأثره بمثل ذلك ، ورجوعه عما عليه ، شرع ذلك معه .
وأما إذا كان ذلك يزيده فسادا ، لم يشرع ذلك ، بل يمنع منه .

وإذا كان لا يزيد ، ولا ينقص
، ولا يتأثر حاله بمثل ذلك ، لا سلبا ولا إيجابا ، فهذا يكون بحسب الحال ، وقد
يترجح أحيانا هجره ، وقد يترجح أحيانا عدهم هجره .
وتنظر إجابة السؤال رقم : (146828) .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android