أنا مكفوف وأعالج بكتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقرأت كثيرا في حكم وضع اليد على رؤوس النساء الأجنبيات أثناء الرقية ، فوجدت اختلافا ، فمنهم من يحرم ، ومنهم من يحلل ، فإن كانت حراما ، هل يجوز لي بحكم إعاقتي وضع اليد لملاحظة ما يكون من اهتزاز في جسمها ، والحركات التي تبين التباس الجن في جسدها ، وللعلم : فالرقاة المبصرون يلحظون ذلك بأعينهم ؟
هل يجوز للراقي الأعمى أن يضع يده على الأجنبية ؟
السؤال: 218062
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
ينبغي أن يتصف الراقي بتقوى الله ، ومراعاة أوامره سبحانه ونواهيه ، وليحذر من خطوات الشيطان ، وكيده لإيقاع الناس في الفتن ، بكل سبيل .
يقول الشيخ محمد المختار الشنقيطي حفظه الله :
” إن الشيطان يتسلط على الراقي بالوساوس والخطرات، ويأتيه من أبواب لم تخطر له على بال، وقد يأتيه من باب يظن أنه باب خير، وإذا به باب فتنة عليه في دينه ودنياه “.
انتهى من ” شرح زاد المستقنع ” (243/ 7) بترقيم الشاملة .
ثانيا :
ينبغي أن تكون الرقية خالية من المنهيات والمحرمات ، والنظر إلى العورات حال الرقية حرام ، ومس العورة أشد تحريما .
قال برهان الدين الحنفي – رحمه الله – في ” بداية المبتدي ” (ص 222) :
” وَلَا يحل لَهُ أَن يمس وَجههَا وَلَا كفيها ، وَإِن كَانَ يَأْمَن الشَّهْوَة ” انتهى .
وقال النووي رحمه الله في ” الأذكار ” (ص266) :
” قال أصحابنا : كلّ مَن حَرُمَ النظرُ إليه ، حَرُمَ مسُّه ، بل المسّ أشدّ ، فإنه يحلّ النظر إلى الأجنبية إذا أراد أن يتزوّجها ، وفي حال البيع والشراء والأخذ والعطاء ونحو ذلك ، ولا يجوز مسها في شيء من ذلك ” انتهى .
ثالثا :
لا يجوز للراقي مس الأجنبية حال رقيتها ، بحائل أو بدون حائل ؛ لما يترتب على ذلك من الفتنة .
سئل علماء اللجنة الدائمة :
مس جسد المرأة يدها أو جبهتها أو رقبتها مباشرة من غير حائل ، بحجة الضغط والتضييق على ما فيها من الجان، خاصة أن مثل هذا اللمس يحصل من الأطباء في المستشفيات ؟
فأجابوا : ” لا يجوز للراقي مس شيء من بدن المرأة التي يرقيها ؛ لما في ذلك من الفتنة ، وإنما يقرأ عليها بدون مس ، وهناك فرق بين عمل الراقي وعمل الطبيب ؛ لأن الطبيب قد لا يمكنه العلاج إلا بمس الموضع الذي يريد أن يعالجه ، بخلاف الراقي فإن عمله ، وهو القراءة والنفث ، لا يتوقف على اللمس ” انتهى من ” فتاوى اللجنة الدائمة ” (1/ 90-91) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
” إني أحذر إخواني القراء من أن يضعوا أيديهم على أي موضع من بدن المرأة ، لا مباشرة ولا من وراء حائل ، وإذا أراد الله في قراءتهم خيرا : حصل بدون لمس ” انتهى من ” فتاوى نور على الدرب” (22/ 2) بترقيم الشاملة .
وليس هناك ما يخصص القارئ بالرخصة إذا لم يكن مبصرا ، بل الحكم عام له ولغيره سواء ، والفتنة محذورة في حق الجميع ، على السواء ، ومن الممكن الاستعانة ببعض النساء ، أو بعض محارم المرأة المرقية في معرفة ما ذكره القارئ من اهتزازها ، أو اضطرابها عند القراءة .
وينظر جواب السؤال رقم : (1029) ، ورقم : (2198) .
والله تعالى أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة