0 / 0
4,14507/07/2014

مشكلة في التفاهم بين فتاة وأهلها ، وتسأل : لماذا قُدِّر عليها ذلك ؟!

السؤال: 218315

أعلم أن عقوق الوالدين من الكبائر ، ولكن للأسف كثيرا ما تحدث لي مشاكل مع والدي ، وهم غير متفاهمين معي ، لا يسمعوني ولا يحاولون التقرب مني ، وهذا يغضبني ، وكثيرا ما يفضلون إخوتي علي ، حاولت كثيرا التقرب منهم ، وتغيير فكرتهم أني جيدة ، وأحاول التغيير ، لكنهم لا يتقبلوني ، ولا يسمعوني ، ولا يعينونني علي أي شيء !! حتى حين أنصحهم بشيء ديني في أفعالهم الخاطئة ، يثورون ويهينونني ، وهذا يجعلني أشعر أنني أكرههم ، أشعر بالذنب من هذا التفكير ، ولكنهم يدفعوني لهذا .
وكثيرا ما أردد : يا الله لماذا تفعل هذا بي ؟ لماذا لا يكون هناك ود بيني وبين أهلي ، ورغم هذا تحاسبني على عقوقي لهم ؟
أرجوكم ما الحل في هذا ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
إذا أخطأ الإنسان في التصرف فلا يلومن إلا نفسه ، ولا يجوز له أن يبحث عن أي مبرر أو شماعة يعلق عليها أخطاءه .
وأعظم من هذا أن يوجه اتهامه إلى الله سبحانه وتعالى .
فهذا الذنب أعظم من مجرد العقوق ، مع أن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر ، فيجب عليك التوبة أولا من سوء الأدب مع الله تعالى ، ثم بعد ذلك ننظر في تصرفك مع والديك .

ثانيا :
حق الوالدين عظيم جدا على الإنسان ، وعقوقهما من أعظم الذنوب : ولذلك يجب على المسلم أن يحذر من إغضاب والديه ؛ فإن غضب الرب في غضب الوالدين .

وحتى تحسني معاملتك مع والديك فعليك أن تتجنبي أي شيء يكون سببا في إغضابهم ، ككثرة الكلام والجدال ورفع الصوت ، والحدة معهم ، أو الدخول معهم في أي نقاش … إلخ .
فعليك قبل أن تتصرفي أي تصرف أن تسألي نفسك أولا : هل هذا التصرف يغضبهم أم لا ؟
فإن كان يغضبهم فعليك تجنبه ( سواء كان فعلا أم قولا ) .

وقد يكون سبب ذلك : نصحك لهم بطريقة هم يرون أنها غير مهذبة ، أو فيها شيء من التعالي عليهم ، ولذلك فهم يثورون عليك كما تقولين ، ولذلك فالأفضل لك أن تكفي عن نصحهم ، ما دمت لا تستطيعين نصحهم بطريقة مناسبة ، أو ترين أن نصحهم يأتي بنتائج عكسية .

ثالثا :
قد يكون رأيك في والديك ونظرتهم تجاهك التي ذكرتيها في السؤال ليست هي الحقيقة ، وإنما ذلك من خداع الشيطان ، يخدعك بتلك النظرة حتى يفسد الود بينك وبينهم ، وقد حصل ذلك ، كما تذكرين في سؤالك !!
ونحن لا نظن أن أبا أو أما يكره أولاده ، إلا إن الولد قد يسيء التصرف ، فيكرهون فعله وتصرفه ، وقد يحتدون عليه لعله ينتبه لخطئه ويرجع .
فالذي ننصحك به هو تجنب أي شيء يغضبهم ، وسوف ترين ، إن فعلت ذلك ، أن البر شيء هين على النفس ، وليس صعبا لو تفكر الإنسان وتعقل في الأمور .

نسأل الله تعالى لك التوفيق والهداية .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android