0 / 0

ما حكم قول القائل : ” تعجبني الكتابة باليد اليسرى ” ؟

السؤال: 219809

ما حكم إذا قال الشخص تعجبني الكتابة باليد اليسرى ، ربما هو لا يكتب بيده اليسرى ، ولكن دائما يقول تعجبني الكتابة باليسار ، فهل يعتبر مخالفا للرسول ويأثم ؟ مع أنه يعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن ، فهل يأثم أم لا بأس بقوله ، وماذا عليه إن كان يحب قول ذلك ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
ذكر أهل العلم رحمهم الله : أن ما كان من باب التكريم والتشريف ، فالسنة فيه أن يباشره الإنسان بيمناه .
قال النووي رحمه الله : ” قَوْل عائشة رضي الله عنها : ( كَانَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبّ التَّيَمُّن فِي طُهُوره إِذَا تَطَهَّرَ , وَفِي تَرَجُّله إِذَا تَرَجَّلَ , وَفِي اِنْتِعَاله إِذَا اِنْتَعَلَ ) هَذِهِ قَاعِدَة مُسْتَمِرَّة فِي الشَّرْع , وَهِيَ أنَّ مَا كَانَ مِنْ بَاب التَّكْرِيم وَالتَّشْرِيف : كَلُبْسِ الثَّوْب وَالسَّرَاوِيل وَالْخُفّ وَدُخُول الْمَسْجِد وَالسِّوَاك وَالِاكْتِحَال , وَتَقْلِيم الْأَظْفَار , وَقَصّ الشَّارِب , وَتَرْجِيل الشَّعْر وَهُوَ مَشْطُهُ , وَنَتْف الْإِبِط , وَحَلْق الرَّأْس , وَالسَّلَام مِنْ الصَّلَاة , وَغَسْل أَعْضَاء الطَّهَارَة , وَالْخُرُوج مِنْ الْخَلَاء , وَالْأَكْل وَالشُّرْب , وَالْمُصَافَحَة , وَاسْتِلَام الْحَجَر الْأَسْوَد , وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا هُوَ فِي مَعْنَاهُ يُسْتَحَبّ التَّيَامُن فِيهِ ، وَأَمَّا مَا كَانَ بِضِدِّهِ كَدُخُولِ الْخَلَاء وَالْخُرُوج مِنْ الْمَسْجِد وَالِامْتِخَاط وَالِاسْتِنْجَاء وَخَلْعِ الثَّوْب وَالسَّرَاوِيل وَالْخُفّ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ , فَيُسْتَحَبّ التَّيَاسُر فِيهِ , وَذَلِكَ كُلّه بِكَرَامَةِ الْيَمِين وَشَرَفهَا . وَاَللَّه أَعْلَم ” انتهى من ” شرح صحيح مسلم ” للنووي (3/160) .
ثانياً :
الكتابة بالقلم نعمة من نعم الله على خلقه ، وهي من أعظم وسائل التعليم والتعلم ، والإنسان يشرف بشرف ما يحمله من العلم ، ولذلك كانت هذه النعمة من نعم الله تعالى العظمى على الإنسان ، قال الله تعالى : ( الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ) سورة العلق / 4 ، وقال تعالى : ( ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ) سورة القلم / 1 .
قال القرطبي رحمه الله :
” قَوْلُهُ تَعَالَى : ( الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ) يَعْنِي الْخَطَّ وَالْكِتَابَةَ ، أَيْ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ الْخَطَّ بِالْقَلَمِ ، وَرَوَى سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : الْقَلَمُ نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى عَظِيمَةٌ ، لَوْلَا ذَلِكَ لَمْ يَقُمْ دِينٌ ، وَلَمْ يَصْلُحْ عَيْشٌ ، فَدَلَّ عَلَى كَمَالِ كَرَمِهِ سُبْحَانَهُ ، بِأَنَّهُ عَلَّمَ عِبَادَهُ مَا لَمْ يَعْلَمُوا ، وَنَقَلَهُمْ مِنْ ظُلْمَةِ الْجَهْلِ إِلَى نُورِ الْعِلْمِ ، وَنَبَّهَ عَلَى فَضْلِ عِلْمِ الْكِتَابَةِ ، لِمَا فِيهِ مِنَ الْمَنَافِعِ الْعَظِيمَةِ ، الَّتِي لَا يُحِيطُ بِهَا إِلَّا هُوَ ، وَمَا دُوِّنَتِ الْعُلُومُ ، وَلَا قُيِّدَتِ الْحِكَمُ ، وَلَا ضُبِطَتْ أَخْبَارُ الْأَوَّلِينَ وَمَقَالَاتُهُمْ ، وَلَا كُتُبُ اللَّهِ الْمَنْزَلَةُ إِلَّا بِالْكِتَابَةِ ، وَلَوْلَا هِيَ مَا اسْتَقَامَتْ أُمُورُ الدِّينِ وَالدُّنْيَا ” .
انتهى من ” تفسير القرطبي ” (20/120) .
فإذا كانت الكتابة بالقلم تشريفاً وتكريماً لصاحبها ؛ لكونه قد ارتفع شأنه بذلك العلم ، فمن المناسب لذلك التشريف أن تكون الكتابة باليد اليمنى لمن استطاع ذلك .
وقد سئل الشيخ ابن باز : هل يجوز أن أكتب أسماء الله باليد اليسرى ؛ لأني لا أعرف أن أكتب إلا باليد اليسرى ؟
فأجاب رحمه الله : ” لا حرج في ذلك ؛ لأنك معذورة ، أما السليم فالسنة أن يكتب باليمنى ” . انتهى من ” نور على الدرب ” للشيخ ابن باز .
http://www.binbaz.org.sa/mat/9188
وقول القائل : ” تعجبني الكتابة باليد اليسرى ” ينبغي أن يُسأل : ماذا يرد بهذا القول ؟
والغالب أنه لن يريد مخالفة آداب الشريعة الإسلامية ، وإنما يريد بذلك : أن غالب من يكتبون باليد اليسرى يكون خطهم حسنا جميلا ، كما هو الواقع ، فإن كان قصده ذلك فلا حرج عليه .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android