هل يشرع الإتيان بحمد الله والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم في الدعاء بعد التشهد ؟
الدعاء الذي بعد التشهد الأخير ، هل يشرع فيه الثناء على الله ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ؟
السؤال: 219875
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً :
لا شك أن حمد الله والثناء عليه ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الدعاء ، من آداب الدعاء ومستحباته ، كما أنها من أسباب قبوله ، فقد روى الترمذي (3477) ، وأبو داود (1481) ، والنسائي (1284) : ” أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يدعو في صلاته ، فلم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عَجِلَ هَذَا ) ، ثم دعاه ، فقال له أو لغيره : ( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ ، فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ ، ثُمَّ لْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ لْيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ ) ، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في ” صحيح ” سنن الترمذي ” .
وروى الترمذي (593) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ” كنت أصلي ، والنبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر معه ، فلما جلست بدأت بالثناء على الله ، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم دعوت لنفسي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( سَلْ تُعْطَهْ ، سَلْ تُعْطَهْ ) ، وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله .
وينظر للفائدة إلى السؤال رقم : (36902) ففيه ذكر لبعض آداب الدعاء .
ثانياً :
الصلاة من أولها إلى آخرها ، مشتملة على الحمد والثناء على الله ، كما أنها مشتملة على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، كما في التشهد الأخير ، بل التشهد الأخير مشتمل على الثناء والتمجيد لله جل وعلا ، كما أنه مشتمل على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وعليه ، فلا يحتاج الداعي بعد فراغه من تشهده ، بل : ولا يشرع له : أن يقدم بين يدي دعائه تمجيدا أو حمدا ، زائدا عما حصل منه في تشهده ؛ بل يشرع في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، كما هو تعلم ، ثم يتخير من الدعاء أعجبه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ” ولهذا كان التشهد ثناء على الله عز وجل . وقال في آخره ثم ليتخير من المسألة ما شاء . والأدعية الشرعية هي بعد التشهد ؛ لم يشرع الدعاء في القعود قبل التشهد ؛ بل قدم الثناء على الدعاء وفي حديث الذي دعا قبل الثناء قال النبي صلى الله عليه وسلم ” عجل هذا ” انتهى من ” مجموع الفتاوى ” (22/377) .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين : من أسباب إجابة الدعاء أن يفتتح بالحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله ، فهل الأفضل القيام بذلك عند الدعاء بعد التشهد في الصلاة وفي السجود أيضاً ؟
فأجاب رحمه الله : ” …. الصلاة كلها ثناء ، في التشهد الأخير الذي هو محل الدعاء ، فيه ثناء على الله ، وصلاة على رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فهو يبتدئ التشهد بالتحيات لله والصلوات والطيبات ، وهذا ثناء على الله ، ثم يسلم على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ثم على نفسه وعلى عباد الله الصالحين ، ثم يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا يحتاج بعد ذلك إلى صيغة معينة في الحمد والثناء على الله ، أو في الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، بل إذا فرغ من قوله : ( أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ) دعا بما أراد ” .
انتهى من ” فتاوى نور على الدرب – لابن عثيمين ” .
وقال الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله : ” يعني : من أسباب قبول الدعاء أن يمهد قبله بحمد الله والثناء عليه ، والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم …. ، ثم أيضاً فيما يتعلق بالصلاة أن التشهد يسبق السلام ، وهو مشتمل على حمد الله والثناء عليه ، فقوله : ( التحيات لله والصلوات والطيبات ) حمد وثناء على الله عز وجل ، وبعدها : ( أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ) ثم بعد ذلك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم بعد ذلك الدعاء ، ففيه تمهيد للدعاء ، والنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أرشد المسلم أن يجمع في صلاته بين التمجيد والثناء على الله ، ثم الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ، ثم الدعاء بما أحب بعد ذلك ، فيكون قد مهد لدعائه بثناء على الله ، وبصلاة وسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ” .
انتهى من ” شرح سنن أبي داود – للشيخ عبد المحسن العباد “.
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة