منذ وقت طويل وأنا أتساهل باللباس عندما أكون في البيت ، ظناً مني أنه لا بأس في ذلك ؛ كون الحاضرين حولي ليس إلا أبي وأمي ، لذا فإني قد أرتدي البنطال والقمصان العلوية القصيرة فقط ، ثم أدركت مؤخراً أنه لا ينبغي ارتداء الضيق من اللباس حتى ولو كان الحاضرون من أقرب الناس إلي ، كوالدي ، ولكوني لم أكن أعرف هذه التفاصيل فإن معظم ملابسي على هذه الشاكلة ، حتى وإن ذهبت أغيرها استغرب أبوي من ذلك ، ومنعاني بحجة أني في البيت ولست بحاجة إلى كل تلك الحشمة في اللباس ، فأجد نفسي مضطرة لارتداء ما اعتدت واعتادوا عليه.
ومع هذا ما زلت أخطط لشراء بعض القمصان الطويلة التي تصل إلى الركبة ، وهذا مخطط بحاجة إلى شيء من الصبر ؛ لأني ما زلت عالة على أبويّ ، وهما من يقرران وقت الشراء وكيفية البضاعة .
والسؤال هو: هل يجوز لي في الوقت الحاضر ارتداء تلك القمصان والبناطيل القصيرة أمام والدي كضرورة ملحة إلى أن أتمكن من شراء ملابس غيرها ؟ وإذا كان ذلك جائزاً ، فهل ينبغي عليّ تجنب التواجد حولهما حال ارتدائي لتلك الملابس؟ علماً أن هذا سيكون من الصعوبة بمكان لأننا نعيش في بيت واحد ، وتجنب التواجد معهما يعني الانعزال في غرفتي طيلة الوقت ، وهذا لا يُحتمل ، فأرجوا منكم النصح والتوجيه .
لا يجوز للفتاة ارتداء الملابس القصيرة أمام والديها بحال .
السؤال: 220174
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
لا شك أن حسن التعامل مع الوالدين وبرهما والإحسان إليهما من العمل الصالح الذي يثاب عليه صاحبه في الدنيا والآخرة .
إلا أنه لا طاعة لهما في معصية الله ومعصية الرسول ، ولا يستجلب رضاهما بسخط الله وغضبه وخلاف أمره وأمر رسوله .
ثانيا :
لباس المرأة مع المرأة : المشروع فيه أن يستر ما بين كف اليد إلى كعب الرجل ، ولكن لو احتاجت المرأة إلى تشمير ثوبها لشغل أو نحوه فلها أن تشمر إلى الركبة ، وكذلك لو احتاجت إلى تشمير الذراع إلى العضد ، فإنها تفعل ذلك بقدر الحاجة فقط ، وأما أن يكون هذا هو اللباس المعتاد الذي تلبسه فلا يجوز .
ويجوز للمرأة أن تكشف عند محارمها ما تكشفه عند النساء ، تكشف الرأس والرقبة والقدم والكف والذراع والساق ، وما أشبه ذلك .
لكنها مع ذلك : لا تجعل اللباس قصيراً إلى الركبة ونحوها ، فضلا عن أن يكون فوق ذلك ، بل تكشف ما جرت العادة بكشفه : من الساق ، وأسفل القدم ، ونحوها .
وليس لها أن تلبس هذه الثياب الضيقة ، التي تصف العورة ، أو تظهر مفاتنها ، ولو كان ذلك أمام محارمها ، إنما ذلك شأنها مع زوجها خاصة .
وينظر جواب السؤال رقم : (6569) ، (12371) .
والذي ننصح به السائلة في ظل هذه الظروف والأحوال التي تحكيها ، ما يلي :
– أن تسعى في توضيح الأمر الشرعي لوالديها كما ينبغي ، وذلك بذكر الأدلة الشرعية ، ونقل كلام أهل العلم إليهما ، وتستعين في ذلك بالوسائل الميسرة ، من شريط ، أو محاضرة ، أو كتاب ، أو فتوى منشورة في موقع موثق ، ونحو ذلك .
– أن تتعامل في هذا الموقف بغاية اللطف والحكمة والصبر ، ولو جر ذلك عليها بعض الضيق أو الأذى .
– أن تسعى في بيان الحكمة من الحشمة ولو في البيت لوالديها ، لتبرز محاسن الشريعة ، وليتعرفا على الحكمة الربانية من ذلك .
– أن تبين لوالديها أن الأصل فيما تعمله هو طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وليس التشديد على نفسها ، وإغضاب والديها عليها .
– أن تكثر من الدعاء واللجوء إلى الله تعالى ، ليهدي أبويها ، ويصرف عنها الضر والأذى ، ويوفقها إلى ما يحب ويرضى .
ثم إننا نرى أن تجتهد السائلة في ادخار ما يمكنها ادخاره من مصروفها الشخصي ، لتدبر به من الملابس ما يكفل لها ذلك الستر في بيتها ، وليس شرطا أن تغير ملابسها تغييرا كاملا ، بل تقتصر ـ في البداية ـ على الضروري من ذلك فقط .
ونقترح أن يكون عندها “إسدال الصلاة” ، أو نحو ذلك ، تضعه عليها عند تواجد أحد المحارم ، وهي بملابس غير مناسبة .
ثم هي في ذلك الأمر كله : تجتهد في تقوى الله ، بفعل ما يرضيه ، وترك ما يغضبه ونهى عنه ، على قدر استطاعتها ، ولا يكلف الله نفسها إلا وسعها .
والله تعالى أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة