تنزيل
0 / 0
10118614/09/2014

لا يجوز للفتاة ارتداء الملابس القصيرة أمام والديها بحال .

السؤال: 220174

منذ وقت طويل وأنا أتساهل باللباس عندما أكون في البيت ، ظناً مني أنه لا بأس في ذلك ؛ كون الحاضرين حولي ليس إلا أبي وأمي ، لذا فإني قد أرتدي البنطال والقمصان العلوية القصيرة فقط ، ثم أدركت مؤخراً أنه لا ينبغي ارتداء الضيق من اللباس حتى ولو كان الحاضرون من أقرب الناس إلي ، كوالدي ، ولكوني لم أكن أعرف هذه التفاصيل فإن معظم ملابسي على هذه الشاكلة ، حتى وإن ذهبت أغيرها استغرب أبوي من ذلك ، ومنعاني بحجة أني في البيت ولست بحاجة إلى كل تلك الحشمة في اللباس ، فأجد نفسي مضطرة لارتداء ما اعتدت واعتادوا عليه.
ومع هذا ما زلت أخطط لشراء بعض القمصان الطويلة التي تصل إلى الركبة ، وهذا مخطط بحاجة إلى شيء من الصبر ؛ لأني ما زلت عالة على أبويّ ، وهما من يقرران وقت الشراء وكيفية البضاعة .
والسؤال هو: هل يجوز لي في الوقت الحاضر ارتداء تلك القمصان والبناطيل القصيرة أمام والدي كضرورة ملحة إلى أن أتمكن من شراء ملابس غيرها ؟ وإذا كان ذلك جائزاً ، فهل ينبغي عليّ تجنب التواجد حولهما حال ارتدائي لتلك الملابس؟ علماً أن هذا سيكون من الصعوبة بمكان لأننا نعيش في بيت واحد ، وتجنب التواجد معهما يعني الانعزال في غرفتي طيلة الوقت ، وهذا لا يُحتمل ، فأرجوا منكم النصح والتوجيه .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
لا شك أن حسن التعامل مع الوالدين وبرهما والإحسان إليهما من العمل الصالح الذي
يثاب عليه صاحبه في الدنيا والآخرة .
إلا أنه لا طاعة لهما في معصية الله ومعصية الرسول ، ولا يستجلب رضاهما بسخط الله
وغضبه وخلاف أمره وأمر رسوله .
ثانيا :
لباس المرأة مع المرأة : المشروع فيه أن يستر ما بين كف اليد إلى كعب الرجل ، ولكن
لو احتاجت المرأة إلى تشمير ثوبها لشغل أو نحوه فلها أن تشمر إلى الركبة ، وكذلك لو
احتاجت إلى تشمير الذراع إلى العضد ، فإنها تفعل ذلك بقدر الحاجة فقط ، وأما أن
يكون هذا هو اللباس المعتاد الذي تلبسه فلا يجوز .

ويجوز للمرأة أن تكشف عند
محارمها ما تكشفه عند النساء ، تكشف الرأس والرقبة والقدم والكف والذراع والساق ،
وما أشبه ذلك .
لكنها مع ذلك : لا تجعل اللباس قصيراً إلى الركبة ونحوها ، فضلا عن أن يكون فوق ذلك
، بل تكشف ما جرت العادة بكشفه : من الساق ، وأسفل القدم ، ونحوها .
وليس لها أن تلبس هذه الثياب الضيقة ، التي تصف العورة ، أو تظهر مفاتنها ، ولو كان
ذلك أمام محارمها ، إنما ذلك شأنها مع زوجها خاصة .
وينظر جواب السؤال رقم : (6569) ، (12371)
.

والذي ننصح به السائلة في ظل
هذه الظروف والأحوال التي تحكيها ، ما يلي :
– أن تسعى في توضيح الأمر الشرعي لوالديها كما ينبغي ، وذلك بذكر الأدلة الشرعية ،
ونقل كلام أهل العلم إليهما ، وتستعين في ذلك بالوسائل الميسرة ، من شريط ، أو
محاضرة ، أو كتاب ، أو فتوى منشورة في موقع موثق ، ونحو ذلك .
– أن تتعامل في هذا الموقف بغاية اللطف والحكمة والصبر ، ولو جر ذلك عليها بعض
الضيق أو الأذى .
– أن تسعى في بيان الحكمة من الحشمة ولو في البيت لوالديها ، لتبرز محاسن الشريعة ،
وليتعرفا على الحكمة الربانية من ذلك .
– أن تبين لوالديها أن الأصل فيما تعمله هو طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه
وسلم ، وليس التشديد على نفسها ، وإغضاب والديها عليها .
– أن تكثر من الدعاء واللجوء إلى الله تعالى ، ليهدي أبويها ، ويصرف عنها الضر
والأذى ، ويوفقها إلى ما يحب ويرضى .

ثم إننا نرى أن تجتهد
السائلة في ادخار ما يمكنها ادخاره من مصروفها الشخصي ، لتدبر به من الملابس ما
يكفل لها ذلك الستر في بيتها ، وليس شرطا أن تغير ملابسها تغييرا كاملا ، بل تقتصر
ـ في البداية ـ على الضروري من ذلك فقط .
ونقترح أن يكون عندها “إسدال الصلاة” ، أو نحو ذلك ، تضعه عليها عند تواجد أحد
المحارم ، وهي بملابس غير مناسبة .

ثم هي في ذلك الأمر كله :
تجتهد في تقوى الله ، بفعل ما يرضيه ، وترك ما يغضبه ونهى عنه ، على قدر استطاعتها
، ولا يكلف الله نفسها إلا وسعها .
والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android