تنزيل
0 / 0

هل يشرع سجود الشكر لبلوغ رمضان ؟

السؤال: 220358

هل سجود الشكر لبلوغ رمضان بدعة؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :

يشرع للمسلم أن يسجد شكرا لله عند تجدد النعم ، أو اندفاع النقم ، وسواء كان ذلك
الأمر خاصا به ، أو عاما له وللمسلمين ، وسواء كان له تسبب في حصولها ، أو لم يكن .

ودليل ذلك حديث أبي بكرة – ” أنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانَ إِذَا جَاءَهُ أَمْرُ سُرُورٍ أَوْ بُشِّرَ بِهِ خَرَّ سَاجِدًا شَاكِرًا
لِلَّهِ ” رواه الترمذي (1578) وحسَّنه ، وأبو داود (2774) وابن ماجه (1394) ،
وصححه الألباني في ” صحيح أبي داود ” .

وقد سجد الصديق حين جاءه قتل مسيلمة ، وسجد علي حين رأى ذا الثدية ، وسجد كعب حين
بُشِّر بتوبة الله عليه ، إلى غير ذلك من الأحاديث والآثار .

والمراد بالنعمة : النعمة المتجددة ، بخلاف النعم المستمرة ؛ فلا يشرع لها سجود
الشكر ، لما للنعم المتجددة من وقع في القلوب والنفوس ، فلذلك استدعت عبودية مجددة
وهي السجود شكرا .

ولأنه لو شرع السجود للنعم المستدامة ، فلن يزال العبد ساجدا إلى يوم القيامة ؛ لأن
نعم الله على عبده لا تنقطع .

قال الشوكاني رحمه الله : ” فإن قلتَ : نعَمُ الله على عباده لا تزال واردة عليه في
كل لحظة ؟ قلت : المراد النعَم المتجددة التي يمكن وصولها ، ويمكن عدم وصولها ،
ولهذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسجد إلا عند تجدد تلك النعم مع استمرار نعم
الله سبحانه وتعالى عليه وتجددها في كل وقت ” انتهى من ” السيل الجرار ” (1/175) .

ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
” عند تجدد النعم ، أي : عند النعمة الجديدة ، احترازا من النعمة المستمرة ،
فالنعمة المستمرة لو قلنا للإنسان إنه يستحب أن يسجد لها لكان الإنسان دائما في
سجود ، لأن الله يقول : ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) إبراهيم/ 34 ، والنعمة
المستمرة دائما مع الإنسان ، فسلامة السمع ، وسلامة البصر ، وسلامة النطق ، وسلامة
الجسم ، كل هذا من النعم ، والتنفس من النعم وغير ذلك ، ولم ترد السنة بالسجود لمثل
ذلك ” انتهى من ” الشرح الممتع ” (4/105) .

ثانيا :

وبناء على ما سبق ، فالذي يظهر – والله أعلم – عدم مشروعية سجود الشكر لبلوغ رمضان
؛ لأن النعمة بمجيء رمضان حاصلة بدوران العام ، فهي نعمة مستمرة .

وما زالت تحدث هذه النعمة وأمثالها ، ولا نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم : شرع
السجود لها ، أو أن السلف الصالح عملوا بشيء من ذلك ؛ فما زالت الأعياد ، ومواسم
الحج ، ومواسم الطاعات تدور ، ولا يعلم لسجود الشجر لها أصل .

بل ما زالت تحدث أمثال هذه النعم ، وبواكير الثمر ، ونحو ذلك : ولا نعلم في سجود
الشكر لها أصلا .
ولذلك لم يرد عن السلف الصالح من الصحابة والتابعين سجود الشكر لبلوغ رمضان ، مع
استشرافهم له قبل مجيئه بستة أشهر ، يسألون الله أن يبلغهم إياه ، وشدة فرحهم
ببلوغه ، ولا يُعرف أن الناس فعلوه أو درجوا عليه من العصر المتقدم إلى يومنا هذا .

ولذلك : فالذي يظهر في سجود الشكر لبلوغ رمضان : أنه بدعة ، أو هو أقرب للبدعة ،
منه إلى المشروعية .

وينظر للفائدة : ” الموافقات ” للشاطبي (2/270) .

وينظر أيضا : جواب السؤال رقم : (188847) .

والله أعلم

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android