تنزيل
0 / 0

حكم الزيادة في التلبية

السؤال: 220989

هل يجوز الزيادة على التلبية المعروفة في الحج والعمرة ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

كانت تلبية الرسول صلى الله عليه : ( لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ
لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ ،
لاَ شَرِيكَ لَكَ ، لاَ يَزِيدُ عَلَى هَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ ) رواه البخاري
(5915) ، ومسلم (1184) .
وورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا أنه كان يقول في تلبيته : ( لَبَّيْكَ
إِلَهَ الْحَقِّ ) رواه أحمد (2/341) ، وصححه الألباني في ” السلسلة الصحيحة ”
(2146).
وقد ورد عن بعض الصحابة الزيادة على هذه الصيغة .
قال نافع : ” وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَزِيدُ
فِيهَا : لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، وَالْخَيْرُ بِيَدَيْكَ ، لَبَّيْكَ
وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ ” رواه مسلم (1184) .
وروى ابن أبي شيبة في ” المصنف ” (4/283) عن المسور بن مخرمة قال : ” كانت تلبية
عمر : لبيك اللهم لبيك , لبيك لا شريك لك لبيك , إن الحمد والنعمة لك والملك , لا
شريك لك ، لبيك مرغوبا أو مرهوبا , لبيك ذا النعماء والفضل الحسن ” .
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أقر الصحابة رضي الله عنهم على تلك
الزيادات ولم ينكرها عليهم مما يدل على جوازها .
فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ عن النبي صلى الله عليه
وسلم : ” فَأَهَلَّ بِالتَّوْحِيدِ : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ
لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ ،
لَا شَرِيكَ لَكَ ، وَأَهَلَّ النَّاسُ بِهَذَا الَّذِي يُهِلُّونَ بِهِ فَلَمْ
يَرُدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ شَيْئًا
مِنْهُ ، وَلَزِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلْبِيَتَهُ
” رواه مسلم (1218) .
فمن مجموع هذه الأحاديث يؤخذ أن الأفضل للحاج والمعتمر أن يلزم تلبية الرسول صلى
الله عليه وسلم ، فإن زاد عليها بعض الألفاظ كالتي وردت عن بعض الصحابة رضي الله
عنهم أو غيرها فهو جائز .
قال الإمام الشافعي رحمه الله – بعد أن أورد صيغة تلبية الرسول صلى الله عليه وسلم
:
” وهي التي أحب أن تكون تلبية المحرم ، لا يقصر عنها ، ولا يجاوزها , إلا أن يدخل
ما روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم – وهي ( لبيك إله الحق ) – فإنه
مثلها في المعنى ، لأنها تلبية ، والتلبية إجابة ، فأبان أنه أجاب إله الحق بلبيك
أولا وآخرا .
ولا يُضَيَّق على أحد في مثل ما قال ابن عمر ولا غيره من تعظيم الله تعالى ، ودعائه
، مع التلبية ، غير أن الاختيار عندي أن يفرد ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم
من التلبية ولا يصل بها شيئا ، إلا ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ويعظم
الله تعالى ويدعوه بعد قطع التلبية ” انتهى باختصار من ” الأم ” (2/169-170) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه لله : ” مسألة : هل لنا أن نزيد على ما ورد عن النبي
صلّى الله عليه وسلّم من التلبية التي رواها جابر رضي الله عنه ؟
نقول : نعم ، فقد روى الإمام أحمد في المسند : أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان
يقول: ( لبيك إله الحق ) ، و إله الحق من إضافة الموصوف إلى صفته، أي: لبيك أنت
الإله الحق.
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يزيد: ( لبيك وسعديك ، والخير في يديك ، والرغباء إليك
والعمل).
فلو زاد الإنسان مثل هذه الكلمات ، فنرجو ألا يكون به بأس ، اقتداء بعبد الله بن
عمر رضي الله عنهما ، لكن الأولى ملازمة ما ثبت عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ” .
انتهى من ” الشرح الممتع ” (7/111) .
وقال الشيخ ابن جبرين رحمه الله :
” الزيادة عليها – أي على التلبية النبوية – جائزة ، فقد ثبت أنه صلى الله عليه
وسلم كان يسمع أصحابه يزيدون ولا يغير عليهم ولا ينكر عليهم ، فمنها :
( لبيك وسعديك ، والخير بيديك ، والشر ليس إليك ، نحن عبادك الوافدون إليك ،
الراغبون فيما لديك ) .
وكذلك قوله : ( لبيك والرغباء إليك والعمل )
أو : ( لبيك إن العيش عيش الآخرة )
أو : ( لبيك حقاً حقاً تعبداً ورقاً )
وكل هذا جائز ؛ وذلك لأن فيه تعهداً من العبد بهذه الأعمال ، وكذلك التزام بذلك ،
وكذلك أيضاً فيه وصف لله سبحانه وتعالى بما هو أهله من هذه الصفات ؛ لأنه منه الخير
، وإليه الخير ، ومنه العطاء ، وأن الشر ليس إليه ، فإذا التزم الإنسان بمثل هذه
رجي إن شاء الله أن تتقبل أنساكه وعباداته ، وأن يحفظه الله تعالى في بقية حياته ”
انتهى من ” شرح عمدة الأحكام ” .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android