هل الصبي الذي عمره تسع سنوات يكون محرما في السفر؟
السؤال: 221864
من الصعب تربية الأولاد على القرآن والسنة في أمريكا ، وذلك لأن المدارس الإسلامية هنا إما ذات تكلفة عالية ، أو تنشر البدع . فضلاً عن أنّ التدريس في هذه المدارس غير موافق للقرآن والسنة . وكذلك هو الحال بالنسبة للمساجد .
وقد وفقني الله أن يكون مصدر دخلي حلالا ، ولكن دخلي لا يسمح لي بتحمل تكاليف رسوم هذه المدارس ، ونحن نحاول جاهدين تربية أبنائنا .
لذلك أود أن أسأل : هل يجوز لزوجتي السفر مع أطفالنا إلى الهند دون محرم ؛ لتسجيلهم في مدارس إسلامية ، ويتمكنوا من الحياة في حياة إسلامية ، مع العلم أن عمر ابني تسع سنوات ، وبنتي ست سنوات ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
من المعلوم أن الأصل في سفر المرأة بغير محرم هو المنع والتحريم ؛ لما ورد في ذلك
من أدلة صحيحة صريحة ، وقد سبق تقرير ذلك في مجموعة من الفتاوى ، منها رقم :
(47029)
، ورقم :
(145413) .
ومن شروط المحرم أن يكون بالغا ؛ لأن المقصود منه حفظ المرأة ، والصغير لا يحصل به
ذلك وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم : (316) .
وبناء على هذا ؛ فالطفل البالغ من العمر تسع سنوات لا يكفي أن يكون محرما لوالدته
في السفر .
ثانيا :
تحريم سفر المرأة بغير محرم هو تحريم وسائل ، وليس تحريم مقاصد وغايات ، وهذا النوع
من المحرمات تجيزه الحاجة والمصلحة الراجحة ، ولا يتشدد فيه إلى القدر الذي قد يضيق
على الإنسان ويضيع مصالحه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
” الشريعة جميعها مبنية على أن المفسدة المقتضية للتحريم ، إذا عارضتها حاجة راجحة
: أُبيح المحرَّم ” انتهى من ” مجموع الفتاوى ” (29/49) .
وقال – أيضا – رحمه الله :
” ما كان من باب سد الذريعة : إنما يُنهى عنه إذا لم يُحتج إليه ، وأما مع الحاجة
للمصلحة التي لا تحصل إلا به : فلا ينهى عنه ” انتهى من ” مجموع الفتاوى ” (23/214)
.
وقال ابن القيم رحمه الله :
” ما حُرِّم سدا للذريعة ، أبيح للمصلحة الراجحة ، كما أبيح النظر [ يعني : نظر
المرأة إلى الرجل ] للخاطب ، والشاهد ، والطبيب ” انتهى من ” إعلام الموقعين”
(2/161) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
” ما كان تحريمه تحريم وسيلة ، فإنه يجوز عند الحاجة ” انتهى من ” منظومة أصول
الفقه ” (ص/67) .
واستنادا إلى هذه القاعدة الشرعية ، فقد سبق في الموقع عدد من الفتاوى التي تجيز –
في بعض الظروف التي توفرت فيها الحاجة ، أو تحققت المصلحة الراجحة – سفر المرأة
بغير محرم ، وذلك في الأرقام الآتية :
(175260)
،
(181343) .
والخلاصة : أنه لا حرج من سفر زوجتك بولديها الصغيرين ، إذا غلب على ظنك تحقق
المصلحة المرجوة من ذلك ، وكانت البيئة في بلدك التي تسافر إليها زوجتك ، أحفظ
للأولاد ، وأعون لهم على دينهم .
مع التنبيه على أهمية مرافقة محرمها لها في مطار الإقلاع ، إلى أن يطمئن إلى صعودها
إلى الطائرة ، وسفرها ، ثم يتأكد من مقابلة محارمها لها في مطار الوصول .
وينظر جواب السؤال رقم : (122630) .
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعتم بهذه الإجابة؟
موضوعات ذات صلة