تعرف على فتاة عن طريق النت وتواعد معها على الزواج
السؤال: 222122
أنا شاب ملتزم بصلاتي ومحافظ على علاقتي مع الله سبحانه وجل جلاله ، أدرس في الكلية وفي انتظار حصولي على وظيفة في الأشهر القادمة إن شاء الله ، تعرفت على فتاة عبر النت منذ ثلاث سنوات ، هي فتاة متحجبة وتصلي وتمتاز بأخلاق وتربية حسنة كما تنتمي إلى أسرة محافظة ، نتراسل ونتبادل المكالمات الهاتفية أحيانا ، أشعر بارتياح وثقة ومحبة اتجاهها فتطورت الأحاسيس إلى أن بلغت درجات الحب ، و صارحتني بأنها تبادلني نفس الشعور ، بحيث إن في هذه الفترة جلها لم يسبق أن التقينا إلا مرتان ، إلا أن وقت اللقاء كان قصيرا جدا نسبة لظروف معينة كما أنه لم يسبق أن وقعنا في فاحشة أو خطر على بالنا شيء من هذا القبيل ، بناء على كل ما سبق طلبت منها الزواج بنية قضاء بقية عمري معها ، فوافقت وأنا الآن في انتظار أن أحصل على وظيفة في المستقبل القريب إن شاء الله حتى أتقدم لخطبتها من أهلها ، فبماذا تنصحوني وما هو الواجب علي حتى لا أقع في معصية ربي ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
الطريقة التي تعرفت بها على هذه الفتاة ثم تواصلك معها عن طريق المراسلات ثم الهاتف
ثم اللقاء كل ذلك محرم ، ويُخشَى أن يؤدي في النهاية إلى كارثة أخلاقية تدمر حياتك
وحياتها .
ولا يخدعنك الشيطان بأنه لم يخطر ببالك شيء محرم ، فإن الشيطان يجر الإنسان إلى
الكبائر العظام خطوة خطوة ، وأنت لو تفكرت في أمرك وأمر هذه الفتاة لوجدت أنك تسير
إلى الحرام خطوة خطوة وتتبع خطوات الشيطان ، فالأمر كان في بدايته مجرد مراسلات ،
ثم تطور إلى اتصال هاتفي ثم تطور إلى لقاء … ثم ماذا سيكون بعد ذلك ؟
وقد صدق الشاعر أحمد شوقي :
نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء
وأنت تعلم ماذا سيكون بعد
اللقاء .
وكثير من الشباب يقول : أنا
أثق في نفسي ولست مثل فلان ، وكثير من الفتيات تقول : أنا أثق في نفسي ولست مثل
فلانة ، وأثق في صديقي وأنه ليس كسائر الشباب ، وكل ذلك من خداع الشيطان .
ثم يفيقان كلاهما بعد وقوع الكارثة فيتبين لهما أنهما كانا كسائر الناس ، وهذه فطرة
الناس وغريزتهم إذا تراسل شاب وفتاة ثم اجتمعا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (
لا يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا) رواه
الترمذي (2165) ، وصححه الألباني في ” التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان ” .
إننا نخاطبك بهذا لأنك ذكرت
أنك ملتزم بصلاتك وتحافظ على علاقتك بالله ، فاستحضر اطلاع الله عليك وأنك تعصيه
بكلامك ولقائك مع هذه الفتاة ، واستحضر حضور الشيطان معكما وأنتما خاليان .
ثم تفكر لو أن ابنتك أو أختك فعلت هذا ( مع شاب تثق فيه هي الأخرى ) ماذا سيكون
جوابك لها وموقفك منها ؟ هل سترضى هذا لابنتك ؟ وتقوم بإيصالها إلى هذا الشاب لأن
بينها وبينه موعدا ؟ أو ستتصل أنت به هاتفيا ثم تعطيها الهاتف وتنصرف لتأخذ حريتها
في الكلام مع ذلك الشاب الذي تثق فيه ؟!
إنك تسألنا عن شيء لا نظن أنك تقره ، أو أنك تظن أنه ليس بحرام ، ولكن الشيطان يخدع
الإنسان ، وكذلك نفس الإنسان الأمارة بالسوء تخدعه ، مع موافقة ذلك لطبيعة الإنسان
وغريزته وموافقة هواه ، فيجتمع كل ذلك على الإنسان ليوجد بعض المبررات لما يفعل من
الحرام ويتمادى معها ، وينتقل كل يوم ويقترب خطوة مما هو أعظم من سابقه .
إنك طلبت منا أن ننصحك بما
عليك فعله حتى لا تقع في معصية الله ، والنصيحة لك أن تقطع علاقتك نهائيا بهذه
الفتاة ، وبذلك تكون توبتك ، فالتوبة تعني الإقلاع عن المعصية والندم عليها والعزم
على عدم العودة إليها مرة أخرى ، وبالاستمرار في محادثتها أو لقائها ، فلا توبة ولا
ابتعاد عن الحرام .
ثم إن أردت أن تتزوجها فلا
مانع من ذلك ، على أن تسلك الطريق الصحيح لذلك ، وهو التقدم مباشرة لأهلها ، ولا
يكون ذلك بالاتفاق معها بعيدا عن أهلها .
وانظر لمزيد الفائدة الفتوى
رقم : (84102) ، (84089)
.
وفقك الله تعالى .
والله أعلم .
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
![answer](/_next/image?url=%2F_next%2Fstatic%2Fmedia%2Fanswer.91a384f1.png&w=64&q=75)
موضوعات ذات صلة