0 / 0
3,66209/06/2015

كيف يتصرف مع والدته التي تضربه هو وإخوته ؟

السؤال: 222483

عندي أمّ متعسفة تضربني وإخوتي كلما غضبت ، وأشعر أن من واجبي حماية نفسي والجميع منها ، لأن الأمر فيما يبدو خارج عن سيطرتها، والغريب في الأمر أنها هي نفسها مسلمة! فما العمل؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
حق الوالدين عظيم ولو كانا كافرين ، وإساءة أحدهما مهما بلغت ، لا تبرر للولد أن يقصر في حقوقهما عليه ، فضلا عن أن يسيء إليهما ، وقد أمر الله عز وجل بحسن صحبتهما ، وإن اجتهدوا غاية الاجتهاد في دعوة الولد إلى الشرك ، فقال سبحانه : ( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ) لقمان/15 ؛ فكيف بالوالدة المسلمة ؟!
وقد روى البخاري ومسلم ، عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : ” جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من أحق بحسن صحابتي ؟ قال : (أمك) ، قال : ثم من ؟ قال : (أمك) ، قال : ثم من ؟ قال : (أمك) ، قال : ثم من ؟ قال : (ثم أبوك) ” .
وفي الصحيحين أيضا ، عن ابن مسعود، رضي الله عنه، قال: ” سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله ؟ قال : ( الصلاة على وقتها ) ، قلت : ثم أي ؟ قال : ( بر الوالدين ) ، قلت : ثم أي ؟ قال : ( الجهاد في سبيل الله ) .
فالواجب عليك أن تتمالك نفسك عندما ترى من والدتك ما يغضبك ، وأن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، وأن تسلك طرقاً حكيمة في تهدئة غضبها .
وكثيرا ما يكون الأبناء صغارا ، لا يدركون مصلحتهم ، ويظنون أن آباءهم يظلمونهم بالعقوبة ، أو أن لهم رغبة في التعدي على خصوصياتهم وكبت حرياتهم ، ثم عندما يكبرون يدركون حنكة آبائهم ، وصواب أفعالهم .
وستجد كثيرا من الأبناء لا يردعهم آباؤهم عن أخطائهم وشهواتهم ، وتظن أنهم محظوظون بمثل هؤلاء الآباء ، كما يظن ذلك كثير من الشبان الذين هم في مثل سنك .
وقد كان رجل من الناس لا يضربه أبوه ، ولا يبالغ في زجره ، عندما يترك الدرس ، أو يرى منه خطأ ؛ فلما نشأ وكبر ، إذا بالغلمان قد تعلموا وانتفعوا بتأديب آبائهم ، وهو لم يستفد شيئا ، بل فاته التعلم ، وعرف بين الناس بسوء الأدب ، وإهمال والديه له ، فمر يوما بطفل يبكي من عقاب والده له ، فقال له : “ليت أبي كان يعاقبني مثل أبيك” .
وقد فطر الله قلب الأم على الرحمة والشفقة على أبنائها ، والأمهات في ذلك يتفاوتن ، ويندر جدا أن توجد أم تضرب أبناءها ، وهي تستلذ بعقابهم ، فلابد من مصلحة تراها هي في ذلك الضرب ، إما لتحصيل منفعة ، أو دفع مفسدة ، قد لا يقدّرها الابن ، فيظن ذلك تعنتا .
ثانيا :
أما لو تبين أن والدتك غير محقة في معاقبتك ، فالذي عليك أن تسعى في التخلص من عقوبتها، أو تخليص إخوتك من ذلك ، لكن بحكمة وبلطف ، من غير أن يوقعك ذلك في عقوق والدتك ، أو الإساءة إليها ؛ مثل أن تحول بينها وبين ضربهم بإدخالهم في غرفة ، أو إخراجهم من البيت ونحو ذلك ، مع الإحسان إلى الوالدة والمبالغة في ذلك ، امتثالا لوصية النبي صلى الله عليه وسلم بها .
وأفضل شيء ألا تتصدى لأمك في وقت غضبها ، بل تجنب ذلك ، أنت وإخوتك ، قدر المستطاع .
وإذا كان لك والد يعيش معكم ، فتفاهم معه ، أن يحاول هو حل هذه المشكلة .
وإذا لم يكن لك والد ، فبإمكانك أن تستعين بأخوالك ، أو ذوي الحكمة من أقربائك المسلمين ، إن كان أحد منهم قريبا منكم ، ورأيت أنه يمكن أن يؤثر عليها ، أو أنها ستنتفع بذلك .
نسأل الله أن يصلح ذات بينكم ، وأن يحنن قلبها عليكم ، ويجعلكم من الأبناء البررة ، ويجمع قلوبكم على ما يحبه ويرضاه .
وللاستزادة في تأكيد حق الوالدين ينظر جواب سؤال رقم : (30893) ، (13783) .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android