تنزيل
0 / 0
32,85804/11/2014

حول ما ذكره ابن كثير من تبرك الناس بالنظر إلى شيخ الإسلام ابن تيمية وتقبيله بعد موته

السؤال: 223015

ذكر ابن كثير عن وفاة شيخ الإسلام ابن تيمية : ” أنّ الناس دخلوا عند ابن تيمية بعد وفاته فقرأوا القرآن قبل الغسل ، وأنهم تبركوا بالنظر إليه وتقبيله ” ، والرجل يحتج بذلك على من ينكر ختم القرآن للميت والتبرك بالأشخاص وتقبيل الموتى ، فهل هذا صحيح ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
لا يجوز لشخص أن يتبرك بأحد غير النبي صلى الله عليه وسلم لا بلمسه ، ولا بالنظر
إليه ، ولا بوضوئه ، ولا بشعره ، ولا بعرقه ، ولا بشيء من جسده ، بل كل هذا خاص
بالنبي صلى الله عليه وسلم لما جعل الله في جسده وما مسَّه من الخير والبركة ،وقد
سبق بيان هذا في الفتوى رقم 🙁10083).
ثانيا :
قراءة القرآن على الميت بدعة لا أصل لها في الشرع ، ولكن يشرع أن يُقْرَأ على
المحتضر قبل موته سورة يس ، جاء في ” فتاوى نور على الدرب ” لابن باز (14 / 134) :
” فلا يشرع أن يقرأ على الميت بعد موته ، لا في البيت ولا في المقبرة ، ولا على رأس
الأربعين من وفاته ، ولا في غير ذلك بهذا القصد من هذه البدع التي أحدثها الناس ،
وإنما المشروع أن يقرأ عنده حين الاحتضار قبل أن يموت ، إذا كان محتضرا شرع أن يقرأ
عنده ، وإذا قرئ عنده سورة يس فذلك حسن ، لأنه ورد بها بعض الأحاديث اقرؤوا على
موتاكم يس
وإن كان في سنده كلام ، لكن لا بأس ، قد يتعظ من هذا ، وقد يستفيد من
هذا قبل أن يموت” انتهى.
ثالثا:
مجرد تقبيل الميت بعد الوفاة جائز إذا سلم من المخالفات الشرعية كقصد التبرك بهذا
التقبيل ، وسواء كان من يقبِّله من أقاربه أو من غيرهم ، فيجوز للرجال أن يقبِّلوا
الرجل الميت ، ويجوز للنساء أن يقبِّلن المرأة الميتة ، ولا يجوز للرجل أن يقبل
المرأة الميتة من غير زوجته ومحارمه ، ولا يجوز للمرأة أن تقبِّل الرجل الميت من
غير زوجها ومحارمها ، وقد سبق بيان هذا في الفتوى رقم : (153631).
رابعا :
نقل الحافظ ابن كثير عند حكاية أحداث وفاة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ما نصه
: ” وحضر جمع كثير إلى القلعة ، وأذن لَهُمْ فِي الدُّخُولِ عَلَيْهِ ، وَجَلَسَ
جَمَاعَةٌ عِنْدَهُ قبل الغسل ، وقرأوا القرآن ، وتبركوا برؤيته وتقبيله ، ثم
انصرفوا ، ثم حضر جماعة من النساء ففعلن مثل ذلك ، ثم انصرفن ، واقتصروا على من
يغسله” انتهى من ” البداية والنهاية ” (14 / 156).
وهذا الفعل الذي حكاه من التبرك بشيخ الإسلام وقراءة القرآن عليه غير جائز ، وهو من
عمل عوام الناس ، وليس فيه أن ابن تيمية – رحمه الله – قد أقرهم على هذا الفعل ولا
وافقهم عليه ؛ لأنه رحمه الله كان وقتئذ ميتا ، وقد كان – رحمه الله – في حياته من
أشد الناس حربا للبدع والمحدثات وإنكارا لها، وعودي بسبب ذلك عداء كبيرا وأوذي
إيذاء شديدا ، ولم ينقل ابن كثير – رحمه الله- أن أهل العلم قد حضروا هذا الفعل أو
أقروه ، ومعلوم أن الحجة إنما هي في قول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلم
، وقد ثبت أن التبرك بالميت وقراءة القرآن عنده أمر غير جائز ، فلا حجة فيما فعله
هؤلاء الناس مع شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغفر له .
خامسا:
ختم القرآن وإهداؤه إلى الميت لم يرد عليه دليل فالواجب تركه كما سبق بيانه في
الفتوى رقم : (9304)
والله أعلم.

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android