تنزيل
0 / 0
30,27220/10/2014

يقوم التلاميذ في بعض المدارس بضم كلتا اليدين إلى بعضهما , ويرددون ( يا أبانا نشكرك على المساء ) فما حكم هذا الفعل ؟

السؤال: 223060

يقوم التلاميذ في المدرسة بتلاوة بعض الصلوات ” الدعوات ” في الصباح الباكر حيث يجب على كل طالب أن يقف ويجمع كلتا يديه إلى بعضهما كما يفعل الهندوس ويردد التالي : ” يا أبانا ، نشكرك على المساء….الخ ” ثم يرددونها باللغة الهندية .
أسئلتي هي:
– هل هذا جائز ؟
– هل يجوز جميع اليدين ، تماماً كما ذُكر في الأعلى ، لكن مع تغيير العبارة بحيث أقول ” يا الله ، نشكرك على المساء…. الخ ” ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق أن هذه الأمة ستتبع سنن وطرق
اليهود والنصارى , فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : ( لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْراً بِشِبْرٍ وَذِرَاعاً
بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ ، قُلْنَا : يَا
رَسُولَ اللهِ اليَهُودَ والنَّصَارَى ؟ قَالَ : فَمَنْ ؟ ) رواه البخاري ( 1397 )
، ومسلم ( 4822 ) .

ففي هذا الحديث نهيٌ عن
تقليد اليهود والنصارى ، وذم من اتبعهم وسلك مسلكهم ، وقد أكد الشرع هذا النهي ؛
وذلك بوصف من يتشبه بالكفار بأنه منهم ، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من تشبّه بقوم فهو منهم ) رواه أبو داود ( 3512 )
، وصححه الشيخ الألباني في ” إرواء الغليل ” ( 2691 ) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله : ” وهذا أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم ، وإن كان ظاهره يقتضي
كفر المتشبِّه بهم ” انتهى من ” اقتضاء الصراط المستقيم ” (ص/237) .

والجملة المسؤول عنها وهي (
يا أبانا نشكرك على المساء ) هي في الغالب من أدعية اليهود أو النصارى , فإنهم
الذين يصفون الله سبحانه بأنه أبوهم , تعالى الله عن قولهم , بل الله سبحانه
وملائكته ورسله برآء منهم ومن كفرهم , وتصديق ذلك من القرآن قوله تعالى : (
وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ
فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ
لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) المائدة/18 .

وقد سبق في جواب السؤال رقم
: (160791) أنه لا يجوز أن يقال لله جل
وعلا ( يا أبي ) ولا ( يا أبانا ) وأن هذا من كلام أهل الكتابين السابقين اليهود
والنصارى .

وعلى ذلك : فهذه الجملة لا
يجوز الدعاء بها ، ولا استعمالها .

ثانياً :
أما سؤال السائل عن استبدال هذه الجملة بدعاء ( يا الله نشكرك على المساء ) فهذا
والله مما يدعو للعجب , ويدل على ما وصلت إليه هذه الأمة من الشعور بالذل والنقص ,
والإحساس بالتخلف والانهزامية , ولذا تسارع في تقليد الكفار حتى في أدعيتهم
وابتهالاتهم وطقوسهم الدينية , والعجب كل العجب لمن يترك الأدعية القرآنية التي هي
من كلام رب العالمين جل وعلا , ويترك الأدعية النبوية , وأذكار الصباح والمساء التي
هي من كلام خير البرية , ثم يسارع إلى استعمال أدعية الكفار بعد أن يدخل عليها بعض
التعديلات والتحسينات .

وإذا لم يكن في قول القائل :
( يا الله نشكرك على المساء ) خطأ ، أو مخالفة ، في حد ذاته ؛ فإن الإصباح والإمساء
نعمة من نعم الله على عباده التي يمتن بها عليهم ، ويستوجب عليهم شكرها ؛ كما قال
تعالى : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا
إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ
تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ . وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ
اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ
وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) القصص/72 – 73 .

فإن قائل ذلك مستحضرا ما
يقوله الكفار ، مراعيا نظم كلامهم ودعائهم : هو من التشبه المحرم بلا شك ، لا سيما
في أمر من أمور العبادة والذكر لله تعالى .
ولذلك يحرم التزام مثل هذا الكلام ، وتعمده ، من هذه الناحية .
ثم يزداد الأمر منعا وتحريما ، وقطعا بوقوع صاحبه في التشبه المحرم : إذا صاحب ذلك
ضم اليدين بالصفة المذكورة ، كما يفعله الكفار من الهندوس ونحوهم ، في صلواتهم ،
وعباداتهم .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android