تنزيل
0 / 0

هل يطيع والده ويخالف أنظمة المرور ؟

السؤال: 223172

قانون السير عندنا يمنع السيارات أن تحمل أكثر من 5 أفراد ، فماذا لو كنت أنا السائق ورفض أبي أن نلتزم ب 5 أفراد ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
مراعاة قواعد المرور ، واحترام قوانينه أمر واجب شرعًا في كثير من قواعده ؛ لأن هذه
القوانين تقوم على تحقيق المصالح ودفع المفاسد ، فالتزامها يحقق السلامة من الأضرار
، وهذا مقصد من مقاصد الشريعة المباركة ، كما أن مخالفتها يؤدي إلى الضرر ، سواء
على المخالِف أو على غيره .
وقد أخرج ابن ماجه في سننه (2340) عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قضى : ( أن لا ضرر ولا ضرار) . وصححه الألباني في ” صحيح ابن
ماجه “.
فينبغي للمسلم أن يلتزم بهذه القواعد ولا يخالفها حتى لا يضر نفسه أو غيره ، وحتى
لا يذل نفسه ويهينها بالمساءلة والوقوع تحت طائلة القوانين بالحبس تارة ، وبدفع
الغرامات تارة أخرى .
جاء في ” قرارات مجمع الفقه الإسلامي ” : “مما تقتضيه المصلحة : سنُّ الأنظمة
الزاجرة بأنواعها ، ومنها : التعزير المالي لمن يخالف تلك التعليمات المنظمة للمرور
؛ لردع من يُعرّض أمن الناس للخطر في الطرقات والأسواق ، من أصحاب المركبات ووسائل
النقل الأخرى ، أخذاً بأحكام الحسبة المقررة ” انتهى , وقد سبق بيان هذا في الفتوى
رقم : (130222).

ثانياً :
قواعد المرور ليست على درجة واحدة من الأهمية ، فبعض هذه القواعد يتعرض المخالف لها
لضرر كبير في نفسه أو لغيره ، وبعضها يكون أهون من ذلك بكثير ، فالسير عكس الاتجاه
في الطرق السريعة مثلاً ، أو السير بسرعة كبيرة في مكان مزدحم بالناس والسيارات ،
أو تجاوز الإشارة وهي حمراء في شارع مزدحم بالسيارات … وغيرها من المخالفات التي
تتسبب كثيرا بالحوادث : لا يجوز فعلها بحال ، ولو طلب الوالد من ولده أن يفعل فلا
يطيعه ، لأن طاعة الوالد تكون فيما لا ضرر فيه على الولد .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في “الاختيارات” (ص 114) : “ويلزم الإنسان
طاعة والديه في غير المعصية ، وإن كانا فاسقين … وهذا فيما فيه منفعة لهما ، ولا
ضرر عليه ” انتهى . وهذا الفعل فيه ضرر على الولد ، إذ قد يعرضه لإصابة نفسه أو
غيره .
وقد شدد بعض العلماء في ذلك ، ونصوا على عدم طاعة الوالد إذا أمر بما يخالف العقل
والحكمة .
جاء في “الفتاوى الفقهية الكبرى” (2/129): ” وَحَيْثُ نَشَأَ أَمْرُ الْوَالِدِ أَوْ
نَهْيُهُ عَنْ مُجَرَّدِ الْحُمْقِ ، لَمْ يُلْتَفَتْ إلَيْهِ” انتهى.
وهناك من مخالفات المرور ما هو يسير بحيث لا يُقطع بأن الفاعل لذلك عاصٍ ، غير أنه
ينبغي الالتزام بهذه القواعد ، مثل : زيادة راكب على العدد المسموح به .
فمثل هذه المخالفات… لو أمر بها الوالد ولده مرةً لمصلحة من المصالح أو غرض من
الأغراض , فينبغي أن يطيعه في ذلك – إذا غلب على ظنه السلامة من المساءلة والعقوبة
.
وقد سألنا شيخنا عبد الرحمن البراك حفظه الله تعالى عن هذه المسألة فقال:
” إذا لم يركب أبوه معه : فيداريه ، ويَعِدُه خيراً ، ثم لا يلتزم بما يعود عليه
بالضرر أو العقوبة من قبل شرطة المرور .
وأما إذا ركب أبوه معه وأصرَّ : فيسلم له الأمر ” .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android