هل الأذان ثلاث مرات يوم الجمعة بدعة ؟
حكم الأذان ثلاث مرات في صلاة الجمعة
السؤال: 223298
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
كان الأذان للجمعة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وعهد أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، أذانا واحدا ، ثم إنه في عهد عثمان رضي الله عنه ، لما اتسعت المدينة وكثر الناس : رأى رضي الله عنه ، أن يزيد أذانا آخر .
فقد روى البخاري (912) عن السائب بن يزيد رضي الله عنهما قال : كَانَ النِّدَاءُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوَّلُهُ ، إِذَا جَلَسَ الْإِمَامُ عَلَى الْمِنْبَرِ ، عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَكَثُرَ النَّاسُ ، زَادَ النِّدَاءَ الثَّالِثَ عَلَى الزَّوْرَاءِ .
وسمّى الأذان الذي زاده عثمان ثالثا ، باعتبار أنه زاده على الأذان والإقامة ، والإقامة يطلق عليها أذان في لسان الشرع .
قال ابن عاشور رحمه الله :
” وَقَالَ فِي الْأَحْكَامِ : « وَسَمَّاهُ فِي الْحَدِيثِ ( أَيْ حَدِيثِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ ) ثَالِثًا ؛ لِأَنَّهُ إِضَافَةٌ إِلَى الْإِقَامَةِ ، فَجَعَلَهُ ثَالِثَ الْإِقَامَةِ ، ( أَيْ : لِأَنَّهُ أَحْدَثَ بَعْدَ أَنْ كَانَتِ الْإِقَامَةُ مَشْرُوعَةً وَسَمَّى الْإِقَامَةَ أَذَانًا مُشَاكَلَةً ، أَوْ لِأَنَّهَا إِيذَانٌ بِالدُّخُولِ فِي الصَّلَاةِ ) ، كَمَا قَالَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ لِمَنْ شَاءَ ) يَعْنِي بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ ، فَتَوَهَّمَ النَّاسُ أَنَّهُ أَذَانٌ أَصْلِيٌّ ، فَجَعَلُوا الْأَذَانَاتِ ثَلَاثَةً فَكَانَ وَهْمًا . ثُمَّ جَمَعُوهُمْ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ ؛ فَكَانَ وَهْمًا عَلَى وَهْمٍ اه .
فَتَوَهَّمَ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْأَمْصَارِ أَنَّ الْأَذَانَ لِصَّلَاةِ الْجُمُعَةِ ثَلَاثُ مَرَّاتٍ ؛ لِهَذَا تَرَاهُمْ يُؤَذِّنُونَ فِي جَوَامِعِ تُونِسَ ثَلَاثَةَ أَذَانَاتٍ وَهُوَ بِدْعَةٌ .
قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ فِي الْعَارِضَةِ : فَأَمَّا بِالْمَغْرِبِ ( أَيْ بِلَادِ الْمَغْرِبِ ) فَيُؤَذِّنُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْمُؤَذِّنِينَ لجهل الْمُفْتِينَ ” انتهى من ” التحرير والتنوير ” (28/225) .
وعليه : فإذا كان المراد بالسؤال : الأذان للجمعة ، ثلاث مرات ، سوى إقامة الصلاة ، كما هو الحال في بلاد المغرب ، فهو بدعة ، لا أصل لها ، كما نبه على ذلك علماء المالكية أنفسهم .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (148205) ، وجواب السؤال رقم : (100225) .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة