ما حكم رمي الأوساخ والخشاش في الشارع ؟ وماذا لو كانت أشياء يسيرة ؟
رمي الأوساخ في الشارع
السؤال: 224104
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
رمي الاوساخ والفضلات في الشارع ، على حالتين :
الحالة الأولى : رمي الأوساخ في الشارع على وجه يضر الناس ويؤذيهم .
ففي هذه الحالة لا يجوز رميها بلا شك للآتي :
1- عَنْ أبي سَعيدٍ الخُدريِّ – رضي الله عنه – : أنَّ النَّبيَّ – صلى الله عليه وسلم – ، قالَ : ( لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ ) رواه الحاكم ( 2 / 57 – 58 ) وقال صحيح الإسناد على شرط مسلم ، ورواه ابن ماجه ( 2340 ) من حديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى أَنْ : ( لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ) .
قال ابن رجب رحمه الله تعالى :
” قيل : إنّ الضرر هو الاسم ، والضرار : الفعل ، فالمعنى أنّ الضرر نفسه منتف في الشرع ، وإدخال الضرر بغير حق كذلك .
وقيل : الضرر : أن يدخل على غيره ضررا بما ينتفع هو به ، والضرار : أن يدخل على غيره ضررا بما لا منفعة له به ، كمن منع مالا يضره ويتضرر به الممنوع ، ورجّح هذا القول طائفة ، منهم ابن عبد البر ، وابن الصلاح .
وقيل : الضرر : أن يضر بمن لا يضره ، والضرار : أن يضر بمن قد أضر به على وجه غير جائز .
وبكل حال فالنبي صلى الله عليه وسلم إنما نفى الضرر والضرار بغير حق ” انتهى من ” جامع العلوم والحكم ” ( ص 671 ) .
ورمي الأوساخ في الشارع على وجه يؤذي الناس هو من الضرار بغير حق ، فيكون منهيا عنه .
2- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ ) ، قَالُوا : وَمَا اللَّعَّانَانِ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ ، قَالَ: ( الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ ، أَوْ فِي ظِلِّهِمْ ) رواه مسلم ( 269 ).
قال النووي رحمه الله تعالى :
” فمعناها واللّه أعلم اتّقوا فعل اللّعّانين أي صاحبي اللّعن وهما اللّذان يلعنهما النّاس في العادة واللّه أعلم … وما نهى عنه في الظّل والطّريق لما فيه من إيذاء المسلمين بتنجيس من يمرّ به ونتنه واستقذاره والله أعلم ” انتهى من ” شرح صحيح مسلم ” ( 3 / 162 ) .
ورمي الأوساخ المؤذية في طريق الناس شبيه بالبول في الطريق لأن كل واحد منهما يفسد على الناس طريقهم ويؤذيهم .
3- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ ، أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً ، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ ) رواه البخاري ( 9 ) ، ومسلم ( 35 ) واللفظ له .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَذَهُ ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ ) رواه البخاري ( 2472 ) ، ومسلم ( 1914 ) ، وفي لفظ له ( مَرَّ رَجُلٌ بِغُصْنِ شَجَرَةٍ عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ ، فَقَالَ: وَاللهِ ! لَأُنَحِّيَنَّ هَذَا عَنِ الْمُسْلِمِينَ لَا يُؤْذِيهِمْ ، فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ ) .
فإذا كان نزع ما يؤذي الناس من طريقهم من عمل أهل الإيمان والإصلاح ؛ فلا شك إذا أن رمي ما يؤذي الناس في طريقهم من الإفساد المنهي عنه .
الحالة الثانية : إذا كان هذا الوسخ يسيرا ولا يؤذي الناس ولا يضرهم ، بل يعتاد مثله في الشوارع والطرقات .
فمثل هذا لا يحرم إلقاؤه في الشوارع ، إن شاء الله ، لأنه يسير معتاد ، ومثل هذا يتسامح فيه عادة ، لكن لا شك أنه خلاف الأفضل ، لأن تتابع الناس على رمي اليسير من الوسخ سيصير مع مرور الأيام وسخا كثيرا خاصة ، إذا لم يكن هناك منظف للشارع ، كما أن استمرار الإنسان على رمي الأوساخ في غير أماكنها المخصصة لها ، يجعل ذلك عادة له ، حتى ربما انتقل إلى رمي الأذى الكثير في طريق الناس .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب