0 / 0

استفسار حول كتاب ” كشف الغمة بدعاء القرآن والسنة وبالصلاة على سيد الأمة “

السؤال: 224167

لدي استفسار حول كتاب ” كشف الغمة بدعاء القرآن والسنة وبالصلاة على سيد الأمة ” للسيد حنفي محمود حلواني ، هل الوارد فيه من أدعية صحيحة وثابتة عن سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وهل يجوز أن أقرأ فيه ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
الكتاب المذكور صنَّفه صاحبه للتذكير بفضل الدعاء ، وفضل الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – ، وسرد فيه بعض الأدعية ، وسرد فيه أيضا بعض صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .

ومن المعلوم أن الدعاء ، وكذا الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ، بالمنزلة العظيمة التي لا يخفى فضلها ، فقد أمر الله سبحانه بهما في محكم التنزيل :
أما الدعاء ففي قوله تعالى : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) غافر/ 60 .
وأما الصلاة على الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ففي قوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )الأحزاب/ 56 .

والدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلاهما من العبادات ، والعبادة لا بد أن تكون على وفق ما شرع الله تعالى ، وإلا وقع صاحبها في حيز البدعة ، وقد سبق بيان حدها في الفتوى رقم : (7277).

والكتاب المذكور قد اشتمل على بعض البدع والأخطاء الشرعية منها على سبيل المثال:
1. اشتراطه أن يبدأ الدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة سورتي الفاتحة ويس ، وهذا الاشتراط من البدع ؛ لأنه لا أصل له في التشريع ، يقول المؤلف ( لذا كان أدعى أن يداوم على قراءته يوميا مرة واحدة تبدأ من النية والفاتحة ويس ) .
2. ومنها أنه جعل قراءة سورتي ( الفاتحة ويس) من أسباب الحفظ والتحصين ، والشفاء ، وتفريج الكروب ، وقضاء الحاجات ، وسعة الأرزاق ، وحصول البركات ، وهذا أيضا لم يأت عليه دليل ، وما ورد من الحديث ( يس لما قرئت له ) لا أصل له كما سبق بيانه في الفتوى رقم : (75894) ،
3. وصفه آباء النبي بأنهم طيبون طاهرون مع التسليم عليهم ، ومن المعلوم أن كثيرا من آبائه –خصوصا والده وجده – قد ماتوا على الشرك ، فقد أخرج مسلم ( 203 ) عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلا قَالَ : ” يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيْنَ أَبِي ؟ قَالَ : ( فِي النَّارِ ) ، فَلَمَّا قَفَّى دَعَاهُ ، فَقَالَ : ( إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّار ) ” وقد سبق بيان هذه المسألة في الفتوى رقم : (47170).
4. استدلاله بالآية الكريمة وهي قوله تعالى ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ) ، على الذهاب إلى قبر النبي والاستغفار عنده والاستشفاع به عند الله حال موته ، وهذا كله من البدع والضلالات ، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم : (179363).
5. اشتماله على بعض الكلمات التي لا يفهم المراد منها مثل قوله ( اللهم بتألق نور بهاء عرشك من أعدائي استترت) فكيف يستتر من أعدائه بتألق بهاء عرش الله ؟!!
ثانيا:
أما الأدعية الواردة في هذا الكتاب فمنها ما هو ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومنها ما لم يثبت عنه ، فمن أراد قراءة الكتاب وكان عالما بصيرا بمواطن الخطأ والصواب : فلا مانع من قراءته على أن يتجنب مواطن المخالفات الشرعية .
أما من لم يكن عنده من العلم ما يميز به الخطأ من الصواب فلا يجوز له قراءته ، والأولى أن يتجنب الجميع قراءة مثل ذلك ، أو الترويج لكتب أهل البدع ، والاقتصار على الكتب السنية السلفية الصحيحة ؛ فهي كثيرة بفضل الله تعالى .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android