0 / 0

كيف أدعو صديقتي الدرزية إلى الإسلام ؟

السؤال: 224588

أنا فتاة ، وعندي صديقة لبنانية درزية غير مسلمة ، ما الطريقة الصحيحة لهدايتها للإسلام ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الطريقة الصحيحة تبدأ باشتغالك فترة في القراءة عن هذه الطائفة الدرزية ، وتحصيل المعلومات الدقيقة عنها من خلال المراجع الموثقة ، ثم تحرصين خلال ذلك على التأمل والتفكر في المنافذ العقلية التي يمكنك من خلالها الدخول إلى عقل صديقتك وقلبها ، ومساعدتها على التخلص من العقائد الباطنية ، أو على الأقل أن تقطع انتماءها الاسمي أو الاعتقادي إليها .

وهناك منفذان يمكنك البدء بهما والتركيز عليها ، وهما :
أولا :
التساؤل عن الخالق جل وعلا وألوهيته ، وربوبيته ، فهو مدبر الكون ، وخالق الخلق أجمعين، وفطرة كل مخلوق تدعو إلى التعلق به ، والتعبد إليه جل وعلا ، والافتقار إلى رحمته وعفوه في جميع شؤوننا ، فالناس فقراء ضعفاء ، فطروا على الاعتراف بفقرهم وحاجتهم ، فلا بد أن تذكريها دائما بهذه الحاجة الدائمة لله الواحد الأحد ، لا لمخلوق ضعيف مات وبلي في التراب كما يؤمن الدروز بألوهية ” الحاكم بأمر الله الفاطمي “، واسمه المنصور ، مات سنة (411هـ)، وكان أول من ادعى ألوهيته محمد بن إسماعيل الدرزي ، المعروف بـ ” نشتكين ” (ت411هـ)، وكذلك حمزة الزوزني (ت430هـ) .

وتوابع هذا المنطلق كثيرة أيضا ؛ لأنهم بإيمانهم بألوهية بشر من الناس ، ينكرون الجنة والنار والحساب والبعث ، وينكرون نبوات الرسل والأنبياء ، ولا يؤمنون بالقرآن ولا بالإنجيل ولا بالتوراة، وذلك يعني أن دعوة الدروز إلى الإسلام يمكن أن تأخذ منطلقات دعوة الملحدين أصلا ، بالتساؤل عن سر هذا الخلق ، وعن الحكمة في الوجود كله ، وعن الفطرة التي تبعث في نفس كل منا تساؤلاته عن عالم الغيب وسبب الوجود ومصير الظالمين والصالحين بعد الموت .

ثانيا :
التركيز على المبادئ العقلية التي يمكن التأثير من خلالها في قلبها وعقلها ، واستغلال الوهن النفسي والعقائدي الذي يستشعر به أتباع الطوائف الأقلية ، حين يتأملون في المحيط الهائل السني من حولهم ، وحين تمتلئ ثقافتهم – بحكم محيطهم – بالتراث الإسلامي السني الغالب عبر التاريخ ، فلا بد أن تنبعث في نفوسهم الشكوك حول أحقيتهم بالرحمة والنجاة يوم القيامة دون الناس ! وأيضا حول جدارتهم بالحق الإلهي والعقائدي دون غيرهم من البشر !!
لا شك أن الفرد منهم يعاني قدرا من التردد والارتباك النفسي ، حين نتساءل نحن من حوله عن طائفته ، كيف وقفت على الصواب دون سائر البشر ، وكيف اهتدت للحقيقة وضل عنها الآخرون !!
وحينئذ ستصيبين – بإذن الله – مفصلا ، هو أخطر ما يكون على جميع الأقليات في العالم الإسلامي ، خاصة حين يجد الفرد منهم نفسه منقطعا عن التاريخ الإسلامي ، منفصلا عن الحضارة ، لا يملك سوى اسم طائفته ، وشيوخها الأحياء من حوله .

وأنت خلال ذلك تستعملين معها الإحسان في كل شيء ، لترى منك الأخلاق الفاضلة ، ورحمة القلب ، ورأفتك على حالها وحال قومها ، كي تكون المعاملة الحسنة رسولك إلى قلبها وعقلها قبل الحجة والمنطق ، خاصة إذا أدركت صعوبة انتقال النفس عما ألفت واعتادت ، كما يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله :
” مانع الإلف والعادة والمنشأ ، فإن العادة قد تقوى حتى تغلب حكم الطبيعة ، ولهذا قيل : هي طبيعة ثانية . فيربى الرجل على المقالة ، وينشأ عليها صغيرا ، فيتربى قلبه ونفسه عليها ، كما يتربى لحمه وعظمه على الغذاء المعتاد ، ولا يعقل نفسه إلا عليها ، ثم يأتيه العلم وهلة واحدة ، يريد إزالتها وإخراجها من قلبه ، وأن يسكن موضعها ، فيعسر عليه الانتقال ، ويصعب عليه الزوال .
وهذا السبب ، وإن كان أضعف الأسباب معنى ؛ فهو أغلبها على الأمم وأرباب المقالات والنحل ، ليس مع أكثرهم ، بل جميعهم ، إلا ما عسى أن يشذ … فدين العوايد هو الغالب على أكثر الناس ، فالانتقال عنه ، كالانتقال عن الطبيعة إلى طبيعة ثانية ، فصلوات الله وسلامه على أنبيائه ورسله ، خصوصا على خاتمهم وأفضلهم محمد ، كيف غيروا عوائد الأمم الباطلة ، ونقلوهم إلى الإيمان ، حتى استحدثوا به طبيعة ثانية ، خرجوا بها عن عادتهم وطبيعتهم الفاسدة . ولا يعلم مشقة هذا على النفوس إلا من زاول نقل رجل واحد عن دينه ومقالته إلى الحق ، فجزى الله المرسلين أفضل ما جزى به أحدا من العالمين ” انتهى من ” مفتاح دار السعادة ” (1/98) .

وفي جميع الأحوال ، لا بد أن تستعيني على هذه المهمة الشريفة بالقراءة والاطلاع الواسعين في مقولات الدروز ، والرد عليها ، والعناية بالكتب والمصنفات التي تناولتها شرحا وتوضيحا وتحليلا، مثل كتاب الدكتور محمد الخطيب بعنوان : ” عقيدة الدروز عرض ونقض “. ومادة علمية صوتية للشيخ ممدوح الحربي بعنوان : ” الشيعة الدروز “. فهي نافعة جدا بإذن الله ، وإذا سجلت ملاحظاتك أثناء القراءة أو الاستماع ، وركزت فيما يمكن استغلاله من معلومات تناسب شخصية صديقتك ، أثمر معك هذا الجهد نتيجة مباركة طيبة إن شاء الله .
نسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق ، ولصديقتك الهداية والرشاد .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android