تنزيل
0 / 0

تعاني من الوسواس وتسأل عن الوسواس هل يحصل للعلماء الكبار ؟

السؤال: 224600

لدي سؤال يتعلق بالوسوسة حيث أحاول قصارى جهدي أن أكون ملتزماً ولكن الوساوس تكاد لا تفارقني ، فهل يحدث هذا الأمر لجميع المؤمنين ؟ وهل ورد أنّ العلماء الكبار كابن تيمية والإمام أحمد وغيرهم كانت يأتيهم أي وسواس ؟ وفي حال الإجابة بنعم ، كيف تمكنوا من خدمة الإسلام بهذا الجهد الكبير؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الوساوس هي من جملة كيد الشيطان ، الوسواس الخناس ؛ فهذا دأبه دائما : أن يوسوس في صدور الناس ، ويعمل جاهدا على أن يفسد على العبد المؤمن دينه ودنياه ، وهذا أمر عام في كل العباد ، مع اختلاف الناس في مدى ما يبلغه الشيطان من كل واحد ، بهذه الوساوس ، فمن مقل ومستكثر ، ومن مجتهد في مدافعته عدوه ، حتى يهزمه ، ويصرعه ، ومن مستسلم له ، مُلْقٍ بيديه أمامه .
روى مسلم في صحيحه (2814) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنْ الْجِنِّ )، قَالُوا : وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ( وَإِيَّايَ ؛ إِلَّا أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ ، فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ ) ” .
قال النووي رحمه الله :
” ( فَأَسْلَمَ ) بِرَفْعِ الْمِيمِ وَفَتْحِهَا ، وَهُمَا رِوَايَتَانِ مَشْهُورَتَانِ فَمَنْ رَفَعَ قَالَ : مَعْنَاهُ : أَسْلَمُ أَنَا مِنْ شَرِّهِ وَفِتْنَتِهِ ، وَمَنْ فَتَحَ قَالَ : إِنَّ الْقَرِينَ أَسْلَمَ ، مِنَ الْإِسْلَامِ وَصَارَ مُؤْمِنًا لَا يَأْمُرُنُي إِلَّا بِخَيْرٍ ، وَاخْتَلَفُوا فِي الْأَرْجَحِ مِنْهُمَا فَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : الصَّحِيحُ الْمُخْتَارُ الرَّفْعُ ، وَرَجَّحَ الْقَاضِي عِيَاضُ الْفَتْحَ وَهُوَ الْمُخْتَارُ ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” فَلَا يَأْمُرُنُي إِلَّا بِخَيْرٍ ” ، وَاخْتَلَفُوا عَلَى رِوَايَةِ الْفَتْحِ ، قِيلَ : أَسْلَمَ بِمَعْنَى اسْتَسْلَمَ وَانْقَادَ ، وَقَدْ جَاءَ هَكَذَا فِي غَيْرِ صَحِيحِ مُسْلِمٍ ( فَاسْتَسْلَمَ ) وَقِيلَ : مَعْنَاهُ صَارَ مُسْلِمًا مُؤْمِنًا ، وَهَذَا هُوَ الظَّاهِرُ .
قَالَ الْقَاضِي : وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ مُجْتَمِعَةٌ عَلَى عِصْمَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الشَّيْطَانِ فِي جِسْمِهِ وَخَاطِرِهِ وَلِسَانِهِ .
وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ إِشَارَةٌ إِلَى التَّحْذِيرِ مِنْ فِتْنَةِ الْقَرِينِ وَوَسْوَسَتِهِ وَإِغْوَائِهِ ، فَأَعْلَمَنَا بِأَنَّهُ مَعَنَا لِنَحْتَرِزَ مِنْهُ بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ ” انتهى من ” شرح مسلم ” (17/292) .
وأكثر ما يكون الشيطان حريصا على الوسوسة لعبد والتسلط عليه : حين يقبل على صلاته وعبادته ؛ ولهذا قيل لابن عباس رضي الله عنهما : إن اليهود تزعم أنها لا توسوس في صلاتها فقال : وما يصنع الشيطان بالقلب الخراب ؟!
“الوابل الصيب” لابن القيم (40) .
والذي ينبغي عليك ألا تنشغلي ، هل وسوس الشيطان إلى فلان أو علان ؟ وماذا فعل فلان أو علان ؟ بل الذي ينبغي على المرء السعي في تخليص نفسه من كيد الشيطان ووسوسته ، وتسلطه عليه .
وينظر في علاج الوساوس جواب السؤال رقم : (62839) ، ورقم : (39684) .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android