تنزيل
0 / 0

حكم التسمية بـ ( عزيز الرحمن ) ؟

السؤال: 225076

هل يجوز التسمي باسم ” عزيز الرحمن” ؟ فإن كان غير جائز هل يجب تغييره ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الذي اعتاده المسلمون التسمية بـ ” عبد العزيز ” و “عبد الرحمن” ، أما ” عزيز
الرحمن ” فلا عهد للمسلمين به فلا ينبغي التسمية به ، لما احتمله معنى هذا الاسم من
التزكية (أي : أن الله تعالى أعزه) ، ولما فيه من الإيهام .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
” كَانَتْ عَادَةُ السَّلَفِ الْأَسْمَاءَ وَالْكُنَى، فيُكَنُّونَ الرَّجُلَ
بِوَلَدِهِ ، كَمَا يُكَنُّونَ مَنْ لَا وَلَدَ لَهُ ، إمَّا بِالْإِضَافَةِ إلَى
اسْمِهِ أَوْ اسْمِ أَبِيهِ أَوْ بِأَمْرِ لَهُ تَعَلُّقٌ بِهِ، كَمَا كَنَّى
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَائِشَةَ بِابْنِ أُخْتِهَا عَبْدِ
اللَّهِ ، وَكَمَا يُكَنُّونَ دَاوُد أَبَا سُلَيْمَانَ ، لِكَوْنِهِ بَاسِمِ
دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَامُ الَّذِي اسْمُ وَلَدِهِ سُلَيْمَانُ ، وَكَذَلِكَ
كُنْيَةُ إبْرَاهِيمَ أَبُو إسْحَاقَ ، وَكَمَا كَنَّوْا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
عَبَّاسٍ أَبَا الْعَبَّاسِ، وَكَمَا كَنَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَبَا هُرَيْرَةَ بِاسْمِ هُرَيْرَةٍ كَانَتْ مَعَهُ.
ثُمَّ بَعْدَ هَذَا أَحْدَثُوا الْإِضَافَةَ إلَى الدِّينِ ، وَتَوَسَّعُوا فِي
هَذَا .
وَلَا رَيْبَ أَنَّ الَّذِي يَصْلُحُ مَعَ الْإِمْكَانِ: هُوَ مَا كَانَ السَّلَفُ
يَعْتَادُونَهُ مِنْ الْمُخَاطِبَاتِ وَالْكِنَايَاتِ، فَمَنْ أَمْكَنَهُ ذَلِكَ
فَلَا يَعْدِلُ عَنْهُ إنْ اُضْطُرَّ إلَى الْمُخَاطَبَةِ ، لَا سِيَّمَا وَقَدْ
نُهي عَنْ الْأَسْمَاءِ الَّتِي فِيهَا تَزْكِيَةٌ .
وَلَا رَيْبَ أَنَّ هَذِهِ الْمُحْدَثَاتِ الَّتِي أَحْدَثَهَا الْأَعَاجِمُ ،
وَصَارُوا يَزِيدُونَ فِيهَا فَيَقُولُونَ: عِزُّ الْمِلَّةِ وَالدِّينِ، وَعِزُّ
الْمِلَّةِ وَالْحَقِّ وَالدِّينِ ، وَأَكْثَرُ مَا يَدْخُلُ فِي ذَلِكَ مِنْ
الْكَذِبِ الْمُبِينِ، بِحَيْثُ يَكُونُ الْمَنْعُوتُ بِذَلِكَ أَحَقَّ بِضِدِّ
ذَلِكَ الْوَصْفِ ، وَاَلَّذِينَ يَقْصِدُونَ هَذِهِ الْأُمُورَ فَخْرًا
وَخُيَلَاءَ يُعَاقِبُهُمْ اللَّهُ بِنَقِيضِ قَصْدِهِمْ ، فَيُذِلُّهُمْ
وَيُسَلِّطُ عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ ” .
انتهى مختصرا من “مجموع الفتاوى” (26/ 311-312) .
وقال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله :
” تُكرهُ التَّسميةُ بكُلِّ اسمٍ مُضافٍ مِن اسمٍ أو مصدرٍ أو صفةٍ مُشبَّهة مضافةٍ
إلى لفظِ (الدينِ) ولفظ (الإسلام) ؛ مثل: نور الدين ، ضياء الدين ، سيف الإسلام ،
نور الإسلام .. وذلك لعظيمِ منزلةِ هذين اللفظين (الدين) و(الإسلام) ، فالإضافةُ
إليهما على وجْهِ التَّسميةِ فيها دعوى فجَّةٌ تُطِلُّ على الكذبِ، ولهذا نصَّ بعضُ
العلماءِ على التَّحريمِ، والأكثرُ على الكراهةِ ؛ لأنَّ منها ما يوهِمُ معاني غير
صحيحةٍ ممَّا لا يجوزُ إطلاقُه .
وتكرهُ التسميةُ بالأسماءِ المضافة إلى لفظِ (الله) ؛ مثل : حسب الله ، رحمة الله ،
جبرة الله ؛ حاشا: عبد الله ؛ فهو من أحبِّ الأسماءِ إلى الله ” .
انتهى مختصرا من ” معجم المناهي اللفظية ” (ص 544-546) .
وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : ” أما (رفيق الرحمن، وغرم الله ، وغلام الله)
فالأولى عدم التسمية بها؛ لاشتباه معناها ” انتهى من “فتاوى اللجنة الدائمة” (10/
508) .
فينبغي تغيير هذا الاسم إن تيسر ذلك .
وانظر للفائدة إجابة السؤال رقم : (110494)
، والسؤال رقم : (145607) .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android