تعاني زوجتي من الشياطين ، وقد تحدتني هذه الشياطين أن تجعل مني شخصاً فقيرا وضعيفاً ، وفاشلاً في حياتي ، وقد هددتني عائلة زوجتي أن لا أذكر مثل هذا الشئ عن زوجتي ، وأنا أخشاهم بسبب كثرتهم ولأنهم يتعاملون بالسحر حيث سحروني من قبل ، ومنذ عام 2007 ، وأنا لا أستطيع جماع زوجتي فهي لا ترغب بالجماع ، وفقدت القدرة على الجماع ، وقد كنت أذهب للقسيس الذي كان يعطيني الماء لأشربه وأجلس في المحراب لبعض الوقت بشكل يومي ، وأنا أعيش لوحدي الآن فلا عائلة لدي فهم يعذبونني ، ولا أستطيع الزواج مرة أخرى ، فكيف السبيل للتخلص مما أنا فيه ؟
يعاني من السحر ويطلب النصيحة
السؤال: 225190
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
نسأل الله تعالى أن يشفيك ويزيل همك ويفرج كربتك .
والذي ننصحك به ؛ الآتي :
أولا :
على المسلم إذا أصابته مصيبة أن يبادر إلى محاسبة نفسه فقد تكون هذه المصيبة بسبب ذنوب أحدثها فيسارع بالتوبة النصوح من كل ذنب حصل منه .
قال الله تعالى :
( وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ )هود /3.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى :
" ( وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ) عن ما صدر منكم من الذنوب ( ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ) فيما تستقبلون من أعماركم بالرجوع إليه ، بالإنابة والرجوع عما يكرهه الله إلى ما يحبه ويرضاه .
ثم ذكر ما يترتب على الاستغفار والتوبة فقال : ( يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا ) أي : يعطيكم من رزقه ما تتمتعون به وتنتفعون .
( إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ) أي : إلى وقت وفاتكم ( وَيُؤْتِ ) منكم ( كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ) أي : يعطي أهل الإحسان والبر من فضله وبره ، ما هو جزاء لإحسانهم ، من حصول ما يحبون ، ودفع ما يكرهون " انتهى من " تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان " ( ص 376 ) .
والمسلم الصادق في توبته هو من المتقين ، والله وعد بأن يجعل لكل متق مخرجا من المضائق التي تصيبه .
قال الله تعالى : ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) الطلاق /2 – 3 .
ثانيا :
عليك بمداومة ذكر الله تعالى ودعائه ومنها قراءة أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم ونحو هذا ، ففي هذا كله حرز من الشيطان وشره .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
" قوله صلى الله عليه وسلم : ( وآمركم أن تذكروا الله تعالى ؛ فإن مثل ذلك مثل رجل خرج العدو في أثره سراعاً ، حتى إذا أتى على حصن حصين ، فأحرز نفسه منهم ، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله ) .
فلو لم يكن في الذكر إلا هذه الخصلة الواحدة لكان حقيقاً بالعبد أن لا يفتر لسانه من ذكر الله تعالى ، وأن لا يزال لهجاً بذكره ؛ فإنه لا يحرز نفسه من عدوه إلا بالذكر ، ولا يدخل عليه العدو إلا من باب الغفلة ، فهو يرصده ، فإذا غفل وثب عليه وافترسه " .
انتهى من " الوابل الصيب " ( ص 83 ) .
وراجع الفتوى : ( 12173 ) لمعرفة وتعلّم بعض الأذكار والأدعية الشرعية التي يحسن بالمسلم معرفتها والمداومة عليها .
ثالثا :
لا يجوز للمسلم أن يطلب الرقية من قسيس وكافر لما في اعتقاداتهم ورقاهم من الشرك والبدع ، ولا بأس من طلب الرقية من شخص مسلم عارف بها ولآدابها مع تحقيق الإخلاص لله تعالى والتوكل عليه والاعتقاد أن النفع والضر كله بيد الله تعالى لا بيد المخلوقين ، ولمعرفة كيفية الرقية الشرعية من السحر راجع الفتوى رقم : ( 11290 ) ، ورقم : ( 12918 ) .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة