0 / 0
43,78114/02/2015

هل قال أحد من أهل العلم بجواز الدعاء بدعاءين من أدعية الاستفتاح في الصلاة ؟

السؤال: 225452

صليت بجانب شخص في أحد المساجد , فسمعته يقول دعاءين من أدعية الاستفتاح , فهل قال بذلك أحد من أهل العلم ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الذي يظهر من السنة أن المصلي يقتصر على دعاء واحد من أدعية الاستفتاح .
فقد روى البخاري (744) ، ومسلم (597) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَبَيْنَ الْقِرَاءَةِ إِسْكَاتَةً ، فَقُلْتُ : بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِسْكَاتُكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ ، مَا تَقُولُ ؟ قَالَ : أَقُولُ : ( اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ ) .

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين : هل يجمع الإنسان بين نوعين من دعاء الاستفتاح ؟

 

فأجاب رحمه الله : " لا يجمع بين نوعين من دعاء الاستفتاح ؛ لما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : …… وذكر الحديث المتقدم .
ثم قال :
فالنبي عليه الصلاة والسلام ما أجابه عندما سأله ما يقول إلا بواحد فقط ، فدل هذا على أنه ليس من المشروع الجمع بين الأنواع " انتهى من " مجموع فتاوى ابن عثيمين " (13/112) .

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" السنة أن ينوع في الاستفتاح ، ولم يكن النبي يجمعها عليه الصلاة والسلام ، تارة يستفتح بما جاء في حديث عمر : ( سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك، ولا إله غيرك ) ، وتارة ما جاء في حديث أبي هريرة : ( اللهم باعد بيني وبين خطاياي ….. إلى آخر الحديث) ، وهو في الصحيحين …. " انتهى من " فتاوى نور على الدرب " لابن باز (8/172) .

وذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا حرج في الجمع بين أدعية الاستفتاح في الصلاة الواحدة .
فقد جاء في " الموسوعة الفقهية " (4/52) :
" مَذْهَبُ أَبِي يُوسُفَ صَاحِبِ أَبِي حَنِيفَةَ , وَجَمَاعَةٍ مِنْ الشَّافِعِيَّةِ , مِنْهُمْ أَبُو إسْحَاقَ الْمَرْوَزِيُّ , وَالْقَاضِي أَبُو حَامِدٍ , وَهُوَ اخْتِيَارُ الْوَزِيرِ ابْنِ هُبَيْرَةَ مِنْ أَصْحَابِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ : أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَ الصِّيغَتَيْنِ الْوَارِدَتَيْنِ " سُبْحَانَك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك . . . " " وَوَجَّهْتُ وَجْهِي . . . " ….
وَقَدْ اسْتَحَبَّ النَّوَوِيُّ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ الِاسْتِفْتَاحُ بِمَجْمُوعِ الصِّيَغِ الْوَارِدَةِ كُلِّهَا ، لِمَنْ صَلَّى مُنْفَرِدًا , وَلِلْإِمَامِ إذَا أَذِنَ لَهُ الْمَأْمُومُونَ " انتهى .

وقد سئل الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي : هل يجوز جمع روايات دعاء الاستفتاح في الصلاة ، أم يقتصر على رواية واحدة ؟
فأجاب حفظه الله :
" الذي اختاره جمعٌ من المحققين أنه يُنَوِّع ، فيدعو بهذا تارةً ويدعو بهذا تارة ؛ لأن الخلاف هنا خلاف تنوع ، وليس بخلاف تضاد ، وبناءً على ذلك ينوع ، فيصلي بهذا تارة ويصلي بهذا تارة ؛ لأنه هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أما لو جمع الجميع في موضع واحد ، فللعلماء وجهان : الوجه الأول : اختار الإمام النووي رحمه الله أنه لا حرج في الجمع بين هذه الأدعية .
والوجه الثاني : اختار شيخ الإسلام وغيره : أن الجمع بينهما لم يرد ، فلذلك يقتصر على الوارد.
والأولى والأحوط أن الإنسان يقتصر على الوارد ، فيصلي بهذا تارة وبهذا تارة ، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والله تعالى أعلم " انتهى من " شرح زاد المستقنع للشيخ الشنقيطي ".

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android