تنزيل
0 / 0

يسأل عن حكم علاقته بطالبة في سِنِّه

السؤال: 225564

أنا شاب أبلغ من العمر 16 عاماً ، وتوجد هناك فتاة مسلمة أحبها منذ 4 سنوات ، ولكنها لا تعرف بأنني أحبها ، وأنا أشعر أنها فتاة أحلامي ؛ لما تمتاز به من حسن خلق وجمال وتدين ، وأنا على يقين أنّ مشاعري ليست مجرد تلاعب من الشيطان بي ، ولذلك فأنا آمل بعد أن نتخرج من المدرسة أن أتزوجها ، وأنا الآن في مدرسة أخرى مع العلم أنني لم أتحدث معها ولو لمرة واحدة عندما كنا في نفس المدرسة ، ولكن بدأت مؤخراً بالتواصل معها عبر الإنترنت حيث نتحدث في موقع على شبكة الانترنت على مواقع عامة حول أمور تتعلق بالدين ، وعليه ليس هناك أية نوع من الخصوصية التي من شأنها أن تؤدي إلى الوقوع في الحرام ، وأنا أراعي الشروط والضوابط المذكورة في جواب السؤال رقم 6453 عند حديثي معها ، ولكن لدي بعض الأسئلة :
أولا / هل التحدث معها ضمن سياق ما ذكرت لكم يعد أمراً محرماً ؟ وهل يجوز أن أدعو الله أن يجعلها زوجتي ؟
وأخيراً ، أرجو منكم الشرح بشيء من التفصيل حول ما يجوز وما لا يجوز الحديث عنه على شبكة الإنترنت ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

حداثة السن مظنة الخداع , وقد حصل .
إن الشيطان قد خطا بك خطوة على طريق الفاحشة ، حين وسوس لك بالتحدث معها عبر النت
على الصفة التي ذكرتها .
فاحذر أن يخطو بك خطوات أخرى ، فإنه لن يتركك حتى يصل إلى ما يريد ، إلا أن يحفظك
الله من شره .
وأنت ترى أن الشيطان نقلك خطوة أخرى ، ففي بداية الأمر كان التعلق القلبي من بعيد
(بلا تواصل) .
والآن … صار هناك تواصل عام على الإنترنت ، وغدا … سيصير التواصل خاصا ، وبعد
غد سوف تتغير موضوعات الحديث والحوار ، ثم الاتصال الهاتفي ثم المقابلة ثم … ثم

هذا هو الذي سيحصل معك ، كما قد حصل مع غيرك ، ممن لا يحصون كثرة ، ساقهم الشيطان
إلى ما يريد ، خطوة خطوة ، وقد كانوا جميعًا يحسنون الظن بأنفسهم ، ويقولون : إنه
حب صادق من أجل الزواج لا المتعة المحرمة .
فالنصحية لك : أن تصرف قلبك عن هذه الفتاة مطلقًا ، وتكف عن التواصل معها نهائيًا ،
أو محاولة التعرف على أخبارها حتى لا يزداد تعلقك بها .
يقول المثل العربي العامي : ( الباب الذي يأتي منه الريح ، سده واستريح ) .
ويقول الشاعر العربي :
إن السلامة من سلمى وجارتها … ألا تحل على حالٍ بواديها .
وخير من هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ ، وَإِنَّ
الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ
النَّاسِ ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ ، وَعِرْضِهِ ،
وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ ، كَالرَّاعِي يَرْعَى
حَوْلَ الْحِمَى ، يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ
حِمًى ، أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ) رواه مسلم (1599) .
فمن تساهل في الشبهات وقع في الحرام .
عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ،
وَعَلَى جَنْبَتَيْ الصِّرَاطِ سُورَانِ، فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ ، وَعَلَى
الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ ، وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ :
أَيُّهَا النَّاسُ ، ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا ، وَلَا تَتَعَرَّجُوا ،
وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ ، فَإِذَا أَرَادَ يَفْتَحُ شَيْئًا مِنْ
تِلْكَ الْأَبْوَابِ ، قَالَ : وَيْحَكَ لَا تَفْتَحْهُ ، فَإِنَّكَ إِنْ
تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ ، وَالصِّرَاطُ الْإِسْلَامُ ، وَالسُّورَانِ : حُدُودُ اللهِ
، وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ : مَحَارِمُ اللهِ ، وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى
رَأْسِ الصِّرَاطِ : كِتَابُ اللهِ ، وَالدَّاعِي مِنِ فَوْقَ الصِّرَاطِ : وَاعِظُ
اللهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ ) رواه أحمد (17634) ، وصححه الألباني .
فابتعد عن كل ما يذكرك بهذه الفتاة ، إن كنت ناصحا لنفسك ، طالباً خيرها .

وأما الدعاء بالزواج بها فلا بأس به من حيث الأصل ، ولكننا لا ننصحك به ، الآن
على الأقل .
بل ننصحك بنسيانها تماما ، وأنت أمامك سنوات طويلة ، حتى تتأهل للزواج حقا ، وحتى
تستطيع التقدم لها ، فليس من الحكمة ولا العقل أن تبقى متعلقا بها كل هذه السنوات ،
فقد تجد زوجة خيرا لك منها ، وقد تجد هي لنفسها زوجا خيرا منك ، وقد تجد أمور ،
وتتغير أحوال .

أتعرف كيف تصرف نفسك عنها ؟
ننصحك بأمور :
1. الدعاء أن يطهر قلبك من الفواحش , ويسلمه من الآثام والتعلقات المحرمة , فإنه لا
ينجو يوم القيامة ( إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) سورة الشعراء /
89 .
2. املأ قلبك وعقلك بالنافع المفيد من أعمال الدين والدنيا , فإن العشق لا يحل إلا
بالقلوب والعقول الفارغة .
ثانياً :
وأما عن الحديث بين الجنسين والمراسلة عبر الإنترنت : فقد ذكرت في عدة فتاوى ضوابط
لجواز ذلك كما في السؤال الذي ذكرته في سؤالك رقم : (6453) .

ومن رأى من نفسه أنه قد بدأ يميل ، فالواجب عليه الكف فورا .
ومتى شككت في أمر ، وحك في صدرك شيء منه : فدعه .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ ) ،
رواه النسائي : (5711) وصححه الألباني .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android