تنزيل
0 / 0

أيهما يأتي أولا ، الاستخارة أم اتخاذ القرار ؟

السؤال: 225812

أيهما يأتي أولاً الاستخارة أم اتخاذ القرار؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

صلاة الاستخارة تجمع أنواعاً
من أنواع العبودية لله تعالى ، ففيها : دعاء الله والتذلل له ، والتوكل عليه وتفويض
الأمر له ، والثقة بما عنده ….. إلخ .
وقد سبق بيان جملة من أحكام صلاة الاستخارة في جواب السؤال رقم : (11981)
فليراجع .

ومعنى الاستخارة : أن العبد
يطلب من الله أن يختار له خير الأمرين .

قال ابن حجر رحمه الله في ”
فتح الباري ” (18/170) : ” استخار الله : طلب منه الخيرة (الاختيار) … والمراد :
طلب خير الأمرين لمن احتاج إلى أحدهما ” انتهى .

وقد ورد في حديث صلاة
الاستخارة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ
فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ : اللَّهُمَّ
إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ
مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ , وَتَعْلَمُ وَلا
أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ … إلخ الحديث) رواه الْبُخَارِيُّ (1166)
.

هذا يدل على أن صلاة
الاستخارة إنما تشرع في بداية الهم بالأمر ، ويكون ذلك عند أول التفكير فيه ، قبل
أن يعزم الإنسان على فعله أو تركه .

وفي دعاء الاستخارة يصف
العبد ربه بكمال العلم ، ويصف نفسه بعدم العلم ، ثم على إثر ذلك يطلب من الله أن
يختار له خير الأمرين ، ولا معنى لذلك إلا أن يكون العبد غير جازم بشيء عند هذا
الدعاء ؛ لأنه لا يدري أين الخير له ؟ وقد نص على ذلك العلماء رحمهم الله .

قال في ” كشاف القناع ”
(1/443) : ” ولا يكون ، وقتَ الاستخارة ، عازما على الأمر الذي يستخير فيه ، أو على
عدمه ” انتهى .

وقال القرطبي المالكي – رحمه
الله – : ” قال العلماء : وينبغي له أن يفرغ قلبه من جميع الخواطر ، حتى لا يكون
مائلاً إلى أمر من الأمور ” انتهى من ” الجامع لأحكام القرآن ” (13/206) .

وقال الشيخ محمد بن إبراهيم
آل الشيخ رحمه الله : ” ( ولا يكون وقت الاستخارة عازماً على الفعل أو الترك ) ،
فإنه إذا كان كذلك لم يبق محل للاستخارة ” انتهى من ” شرح كتاب آداب المشي إلى
الصلاة ” (ص112) .

وسئل الشيخ محمد بن عثيمين
رحمه الله : أيهما الصحيح في دعاء الاستخارة : هل هو العزم على أحد الأمرين ثم
الاستخارة ؟ أم الاستخارة أثناء التردد والحيرة بين أمرين ؟

فأجاب : ” لا ، الاستخارة
عند التردد ، حتى يختار الله له ما هو أصلح ، مثلاً : أراد أن يسافر ولا يدري هل
هذا خير أم لا ؟ فيستخير ، أما إذا عرف أنه خير فلا يحتاج استخارة ” انتهى من ”
الفتاوى الثلاثية ” .

وبناء على هذا ؛ فالاستخارة
تكون أولاً ، ثم يأتي بعدها العزم واتخاذ القرار .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android