تنزيل
0 / 0

حكم الحمل مع تناول الأم لدواء قد يسبب تشوهات للجنين

السؤال: 225872

أنا امرأة متزوجة عمري ٢٩ سنة ، عندي بنت في الرابعة من العمر ، أرغب في الإنجاب مرة ثانية ، لكن مشكلتي أنني مصابة بمرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب ، وأتناول دواء الابليفاي بجرعة ٥ مغ يوميا مع عدم إمكانية إيقافه مدة الحمل ، فهل يجوز لي الإنجاب مع العلم أن هذا الدواء قد يسبب تشوهات للجنين ، سألت الأطباء هنا في فرنسا وأريد الآن معرفة رأي الشرع ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الصحة الإنجابية : أمر هام ، ينبغي اعتباره والنظر إليه ، وهو مما يتوافق مع مقاصد
الشريعة المباركة ، ويرجع إلى قواعدها العامة المتفق عليها كقاعدة ( حفظ النفس ) ،
وقاعدة ( لا ضرر ولا ضرار ) ، وقاعدة ( دفع المفاسد ) وغيرها .
وقد دل على اعتبار الصحة عموماً والاهتمام بها ، مجموعة من الأدلة الكثيرة
والمتنوعة كتلك التي تحث على الصحة الوقائية ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (لاَ
يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ ) رواه البخاري (5771) ، ومسلم (2221) ، وقوله
عليه الصلاة والسلام : ( فِرَّ مِنَ المَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنَ الأَسَدِ )
رواه البخاري (5707) ، وقوله عليه الصلاة والسلام : ( إِذَا سَمِعْتُمْ
بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلاَ تَدْخُلُوهَا ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ
بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْهَا ) رواه البخاري (5728) ، ومسلم (2218) .
وعلى هذا ؛ فإن أخبر الأطباء الثقات – بناء على غلبة الظن – أن الحمل أثناء تناول
هذا العلاج قد يؤدي إلى تشوهات للجنين ، فينبغي أن تمتنعي عنه إلى أن يقدر الله
سبحانه لك الشفاء والعافية ؛ لأن الجنين له حق في حياة طيبة سليمة بعيدة عن
التشوهات والأمراض.
ولأجل هذا الحق أفتى أهل العلم بجواز إسقاط الجنين المشوه في الفترة ما قبل مائة
وعشرين يوما ، مع أن الأصل في الإجهاض الحظر والحرمة ، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى
رقم : (12118).
ولأجل ذلك أيضا أفتى أهل العلم بجواز التدخل الطبي لتحديد جنس الجنين إذا غلب على
الظن حدوث تشوهات لأحد الجنسين ، فحينئذ يجوز التدخل لاختيار الجنس الذي يسلم من
التشوهات ، مع أن الأصل في التدخل الطبي لتحديد جنس الجنين هو المنع ، وقد سبق بيان
هذا في الفتوى رقم : (111849).
وهذا إذا كان حدوث التشوه للجنين بسبب هذا الدواء أمراً مقطوعا به أو غالبا على
الظن ، أما إذا كان حدوث هذا التشوه هو مجرد احتمال لا يرتقي إلى غلبة الظن ، وأن
التجربة والأبحاث العلمية تفيد بأن الغالب على الأجنة هو السلامة وعدم التأثر بهذا
الدواء فهنا لا حرج عليك في الحمل والإنجاب ، مع ضرورة التوكل على الله تعالى
والاعتماد عليه وكثرة دعائه بأن يرزقك الولد الصالح السليم المعافى في بدنه ودينه ،
مع الاجتهاد والاحتياط الطبي لذلك بقدر الإمكان.
نسأل الله تعالى أن ييسر لك أمرك .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android