0 / 0

تعلق بمذيعة في قناة إخبارية عربية

السؤال: 225896

أنا شاب منَّ الله علي بالهداية ، وحفظت القرآن ، وبدأت أطلب العلم ، كنت مهتما بمتابعة أخبار المسلمين ، في أحد الأيام
أردت متابعة أخبار حرب غزة الأخيرة ، كانت في رمضان 1435،
فتحت التلفاز على إحدى القنوات الإخبارية العربية ، وكانت مقدمة الأخبار مذيعة جميلة ،
ومنذ ذلك الحين وحتى الآن وفكري مشغول بها ، وقد وحاولت التواصل معها بحجة دعوتها للحجاب ، حتى وقعت في حبها وتعلق قلبي بها ، والآن أريد أن أتوب لله ، وأتخلص من هذا الحب .
دلوني على الطريق عسى الله أن ينفع بكم . أرشدكم الله للصواب .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

طريق التوبة مفتوح بين العبد وربه ، لا يحتاج سوى الصدق مع الله ، والندم الحقيقي على ما فات من إثم ومعصية ، وعزيمة قلبية أكيدة على عدم العودة إلى مثلها ، مع الاستغفار والالتجاء إلى الله بالدعاء كي يغفر الذنب ويصفح عن الزلل .
أما داء التعلق المحرم فقد سبق بيان أسبابه وطرق علاجه في موقعنا ، في العديد من الفتاوى المهمة ، يمكنك مراجعتها في الأرقام الآتية : (94836) ، (82941) ، (83724) ، (104078) ، (114801) .
نلخصها لك في علاجين ، إن فرطت فيهما فوحدك تتحمل مسؤولية نفسك ، ولا تسل بعد ذلك عن معاناتك ولا عن آلامك ، فقد سعيت إليها بقدميك ، ولم تتخذ قرارك بعد بالعلاج :
الأول :
أن تقطع النظر إلى صور هذه المذيعة ونشراتها الإخبارية تماما ، حتى لو اضطررت إلى حذف القناة الإخبارية كلها ، وقطع الإنترنت عن جهازك ، فهذا أقل ما يجب عليك إن أردت السلامة والعافية ؛ وليس ذلك لحرمة نظرك إليها فحسب ، بل أيضا لأن علاج التعلق المحرم يبدأ بالانقطاع الكامل عن المتعلق به ، حتى كأنه لم يخلق في هذه الدنيا ، والتخلص من جميع آثاره وبقاياه ، حتى وكأن شيئا لم يكن ، وحينئذ تبدأ النفس بتقبل هذا الواقع الجديد ، وتنقطع آمالها الكاذبة ، وأوهامها الفاسدة ، وهنا بداية العلاج .
يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله :
” لا يزول العشق إلا بمفارقة المعشوق بالسفر عن مستقره ، حتى إذا سافر وفارق تكلفا ، وصبر عنه مدة ، تسلى عنه قلبه ” انتهى من ” إحياء علوم الدين ” (3/262) .
ويقول ابن الجوزي رحمه الله :
” العلاج الكلي في جميع أمراض العشق : الحِمْيَةُ ، وإنما تقع الحمية بالعزم الجازم على هجر المحبوب ، فإن حصلت هذه الحمية حسنت المعالجة ، والعلاج حينئذ يقع للظاهر والباطن ، فليبتدئ المريض باللجوء إلى الله سبحانه ، وليكثر من الدعاء ، فإنه مضطر ، وهو يجيب المضطر إذا دعاه . ثم ليتعالج ؛ فإن الأسباب لا تنافي التوكل والدعاء ” .
انتهى من ” ذم الهوى ” (ص633) .
الثاني :
السعي الجاد في الزواج ، وتجاوز جميع القيود المجتمعية التي تقضي بتأخير الزواج ، سواء باشتراط تحصيل وظيفة مرموقة أم بشراء منزل أم بإتمام الدراسة ، فكل هذه العوائق هي في حقيقتها أوهام تخلقها العادات والتقاليد ، ولا بد أن يعمل الشباب على تبديدها وكسرها ، والمبادرة بالزواج في أقرب فرصة تتيسر ، ولو بالدخل اليسير ، والعيش في مسكن صغير ، المهم أن يتحقق في القلب الصدق في طلب العفة والحلال ، وحسن الخلق في معاملة الزوجة والعزم على الإحسان إليها ، والأخذ بالأسباب المادية المطلوبة في سبيل تحقيق ذلك ، وتحسين سبل العيش وأسبابه .
نسأل الله تعالى لنا ولك العافية ، وأن يحفظ عليك قلبك وعقلك ونفسك فيما يرضي الله سبحانه.
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android