عاقبة الاستهانة بالخلوة مع الخادمات
السؤال: 225971
غلبتني نفسي والشيطان في يوم لم يكن أحد في البيت إلا أنا والخادمة , فأخذتها للغرفة ووقع المحظور ، لكن بصورة غير كاملة ، إنما بين الفخذين ، هل هذا هو الزنى الذي نهى عنه الله في الكتاب ( إن تجتنبوا كبائر ما تُنهون عنه ) الآية ، هل ما فعلته أقل درجة من الزنى ؟
ادعو لأخيكم بالمغفرة وأن يوفقني الله للتوبة النصوح , فوالله لم أفعل الذنب كبرا ولا خروجا على شرع الله ، إنما هو من هوى النفس والشيطان .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
كم استهان الناس بالخلوة بالخادمة ، والنظر إليها ، وعاملوها وكأنها محرم لهم ، حتى
جلب ذلك لهم من الشرور ما جلب .
ولئن كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرخص في خلوة المرأة بأقارب زوجها مع ما في
ذلك من الرادع الاجتماعي والعرفي الشديد ، لمن فكر مجرد تفكير في المساس بعرض زوجة
أخيه ، ومع ذلك قال صلى الله عليه وسلم : ( الحمو الموت ) ، فما عسانا أن نقول في
دخول الرجال على الخادمات ، مع ضعف الرادع تجاههن ، والله المستعان .
ولو أن الناس امتثلوا ما أمرهم الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم ، من التحرز من
فتنة النساء وجعلوا بينهم وبينهن وقاية ، لانسد بذلك باب كثير من الفتن والمعاصي ؛
وقد قال صلى الله عليه وسلم محذرا : ( اتقوا الدنيا ، واتقوا النساء ، فإن أول فتنة
بني إسرائيل كانت في النساء ) ، وقال أيضا : ( لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان
ثالثهما ).
ثانيا :
الزنا الذي يعاقب فيه المحصن بالرجم ، ويعاقب فيه غير المحصن بجلد مائة وتغريب عام
، إنما هو فيما كان بإيلاج في القبل .
وأما مقدمات الزنى من اللمس والتقبيل والاستمتاع بما دون الفرج ، فإنها مع تحريمها
وشناعتها ، وكون المجترئ عليها قد يعاقب بالوقوع فيما وراءها ، إلا أن صاحبها لا
يحد حد الزاني ولا يعاقب عقوبته ، بل يعزر ويؤدب .
فإن هو لم يجترئ عليها ، ولم يصر ، وإنما ألمّ بهذا الفعل مرة ، كان قد نزغه فيها
الشيطان ، فيرجى أن تكون من الصغائر الداخلة في قول الله تعالى ( إِنْ تَجْتَنِبُوا
كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ) ، وقوله
تعالى ( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا
اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ) . أما إذا أصر على الفعل وكرره
فإنه يكون كبيرة من كبائر الذنوب ، بل قد يكون بتكراره أعظم من الزنا .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ” ” الزِّنَا مِنْ الْكَبَائِرِ ، وَأَمَّا
النَّظَرُ وَالْمُبَاشَرَةُ فَاللَّمَمُ مِنْهَا مَغْفُورٌ بِاجْتِنَابِ
الْكَبَائِرِ ، فَإِنْ أَصَرَّ عَلَى النَّظَرِ أَوْ عَلَى الْمُبَاشَرَةِ ، صَارَ
كَبِيرَةً ، وَقَدْ يَكُونُ الْإِصْرَارُ عَلَى ذَلِكَ أَعْظَمَ مِنْ قَلِيلِ
الْفَوَاحِشِ ، فَإِنَّ دَوَامَ النَّظَرِ بِالشَّهْوَةِ وَمَا يَتَّصِلُ بِهِ مِنْ
الْعِشْقِ وَالْمُعَاشَرَةِ وَالْمُبَاشَرَةِ ، قَدْ يَكُونُ أَعْظَمَ بِكَثِيرِ
مِنْ فَسَادِ زِنَا لَا إصْرَارَ عَلَيْهِ ؛ وَلِهَذَا قَالَ الْفُقَهَاءُ فِي
الشَّاهِدِ الْعَدْلِ : أَنْ لَا يَأْتِيَ كَبِيرَةً ، وَلَا يُصِرَّ عَلَى
صَغِيرَةٍ ” انتهى من “مجموع الفتاوى” (15/293) .
ثالثا :
الواجب عليك أن تلزم باب التوبة ، والتضرع بين يدي الله عز وجل بسؤاله المغفرة ،
وأن يجعلك من عباده الصالحين ، وأن لا تستهين بما وقع منك ، فإن الاستهانة بالمعصية
أعظم من المعصية نفسها .
ومن تمام توبتك لله عز وجل : السعي الحثيث في إقناع الأهل والوالدين بالاستغناء عن
هذه الخادمة ، حفاظا على دينكم ، واجتنابا لما حرم الله .
وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم (20869)
ورقم (26282).
والله أعلم .
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
![answer](/_next/image?url=%2F_next%2Fstatic%2Fmedia%2Fanswer.91a384f1.png&w=64&q=75)
موضوعات ذات صلة