يوجد شخص أحرم من الميقات ونوى أجر هذه العمرة للمسلمين ، فهل عمرته مقبولة ؟ وهل يصل الأجر للمسلمين ؟
حكم إهداء ثواب العمل الصالح لعموم المسلمين
السؤال: 226347
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
إهداء ثواب الأعمال الصالحة لحي أو ميت من المسلمين ، مما قد وقع فيه الخلاف بين أهل العلم رحمهم الله ، وقد سبق الكلام عن هذه المسألة في الموقع ، وترجيح القول بأنه لا يصل إلى الميت ثواب شيء من الأعمال إلا ما دلت النصوص على وصوله ، كالصدقة والدعاء ؛ لقول الله تعالى : ( وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ) ، ينظر جواب السؤال رقم : (46698) ، (103966) .
ومن باب أولى في المنع : إهداء ثواب العمل الصالح لعموم المسلمين ، بل ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن هذه الطريقة في الإهداء : لم ترد عن أحد من السلف .
فقد سئل شيخ الإسلام رحمه الله : عن رجل كلَّما ختمَ القرآنَ أو قرأ شيئًا منه يقول: اللّهمَّ اجعلْ ثوابَ ما قرأتُه هديةً مني وَاصِلةً إلى رسولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو إلى جميعِ أهلِ الأرضِ في مشارقِ الأرضِ ومغاربِها.
فهل يجوز ذلك أو يُستحبُّ ؟ وهل يَجبُ إنكارُ ذلك على فاعلِه ؟ وهل فَعَلَه أحدٌ من علماء المسلمين ؟
فكان مما قال : "… فإهداءُ ثواب القرآنِ إليه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أو إلى جميع أهل الأرض ، هو مثلُ إهداءِ ثواب الصيام التطوع ، والصلاة التطوع ، ونحوهما ، ومثلُ إهداء ثواب الصدقة والعتق والحج ، على أحد القولين ، إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسائر المسلمين ، ولم يَبلُغْنا أن أحدًا من السلف والصحابة والتابعين وتابعيهم كان يَفعلُ ذلك ، وأقدمُ مَن بَلَغَنا أنه فعلَ شيئًا من ذلك عليُّ بن الموفَّق أحدُ الشيوخ من طبقةِ أحمد الكبار وشيوخِ الجنيد ….. .
لكن .. إهداء ثواب الأعمال إلى جميع الناس ما سمعتُ أحدًا فَعَلَه ، ولا سمعتُ أن أحدًا كان يُهدِيْ إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إلاَّ ما بَلَغَني عن علي بن الموفَّق ونحوه ، والاقتداءُ بالصحابة والتابعين وتابعيهم أولى ، فينبغي للإنسان أن يفعلَ المشروعَ من الصلاة عليه والتسليم ، فهذا هو الذي أمر الله به ورسولُه وفي السنن عنه (أَكثِرُوا على من الصلاة يومَ الجمعة وليلةَ الجمعة، فإن صلاتكُم معروضة عليَّ ) …
وفي فضل الصلاة عليه – بأبي هو وأمي – من الآثار ما يَضِيْقُ هذا الموضع عن ذكره ، وكذلك الدعاءُ للمؤمنين والمؤمنات والاستغفار لهم هو الذي جاء به الكتاب والسنة، قال تعالى: (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)…. فالأفعال الشرعية هي التي ينبغي للمؤمن أن يتحرَّاها. والله أَعلم" انتهى من " جامع المسائل لابن تيمية " (4/209- 213).
وعليه : فلا يشرع إهداء ثواب العمرة لجميع المسلمين ، لكن هذا الشخص الذي فعل هذا نسأل الله تعالى أن يجزيه خيراً على حسن نيته ، وينبغي أن لا يعود إلى ذلك ، وأن يقتصر على ما شرعه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما قال شيخ الإسلام : " فالأفعال الشرعية هي التي ينبغي للمؤمن أن يتحرَّاها".
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة