0 / 0

يكره والده وزوجة والده ، ولا يحب أن يدعوهما لعرسه !

السؤال: 227022

أنا أكره والدي, فهل دعوته إلى خطوبتي وزفافي فرض أم يمكنني ألا أدعوه و لا إثم علي, فأنا فعلا لا أريد تواجده, هل لزوجة أبي من فريضة علي ، لأن والدي يعزها على حد تعبيره وأنا أكرهها كراهية عمياء ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
للوالدين حق البر وحسن الصحبة ، وقد أمر الله تعالى ببرهما والإحسان إليهما بعد الأمر بتوحيده وعبادته فقال عز وجل : (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) النساء/ 36 ، وقال عز وجل : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) الإسراء/ 23
وإذا وقع من الأب تقصير في حق ولده أو ظلم له فإن ذلك لا يسوغ للابن أن يسيء إلى والده وأن لا يحسن معاملته .
انظر جواب السؤال رقم : (148924) .

ثانيا :
الخطوبة وحفل الزفاف من مناسبات الفرح والسرور ، وقد جرت عادة الناس بأن الوالد هو أول الحاضرين ، حتى إن الناس يعتبرونه هو صاحب المناسبة ، ويحرصون على مصافحته والمباركة له ، ويستنكر الناس عدم حضور الوالدين أو أحدهما ، ويكون ذلك مثار حديثهم ، ويبدؤون في نسج الحكايات والبحث في أسباب عدم حضوره .

ولا شك أنك إذا لم تدع والدك ، أحزنه ذلك كثيرا ، وتسبب له في الحرج أمام الناس ، وربما أسخطه عليك ، وهيجه على الدعاء عليك – ودعاء الوالد على ولده مستجاب – ، فلا يجوز لك أن تفعل ذلك ؛ لما فيه من العقوق وأذية الوالد .
وقد روى الترمذي (1899) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( رِضَا الرَّبِّ فِي رِضَا الْوَالِدِ ، وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ ) . وصححه الألباني في “صحيح الترمذي” .

وقد يترتب على هذا التصرف حدوث مشاكل بينك وبين بعض العائلة ، حيث يغضبون لتصرفك ، فيحصل شيء من قطيعة الرحم .

وكونك لا تريد دعوته إلى زفافك قد يدل ذلك على هجرك له ، ومقاطعتك ، فإن كان الأمر كذلك فهو محرم تحريما شديدا .
فعليك بالمبادرة إلى الاتصال به ، أو الذهاب إليه ، قبل أن يسخط عليك فيسخط الله عليك لسخطه .

ثالثا :
إكرام زوجة الأب وبرها ، هو من إكرام الأب وبره ؛ وقد قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ رواه مسلم (2552) .

فالواجب عليك معالجة هذا البغض الذي في قلبك لوالدك وزوجتك ، ومجاهدة نفسك على ذلك ، والسعي في أن تزيل أسباب ذلك ، وتعلم أن حق الوالد عليك عظيم ، مهما فعل وقصر في حقك ، وهذا البغض يزول شيئا فشيئا – إن شاء الله – إن استعملت الأسلوب الحسن في معاملة والدك وزوجته ، وأحسنت إليهما ، واحتسبت الثواب عند الله تعالى فيما تجده منهما من إساءة .

ولتعلم أن الإحسان إلى الوالدين باب من أبواب الجنة ، وطريق إليها ، ولا يدري الإنسان متى يغلق عنه هذا الباب (بموتهما) ، فيفوته حينئذ خير كثير، وسبب كبير من أسباب دخول الجنة.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير ، وأن يجمع بينك وبين أسرتك وعائلتك في خير .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android