تنزيل
0 / 0

حكم تواصي الأخوين بفعل الطاعات ، وسؤال كل منهما صاحبه كلما لقيه عن حاله فيها .

السؤال: 227038

إذا كان الإنسان يريد أن يتعود على المحافظة على العبادات ، مثل الحفاظ على الصف الأول ، فهل هناك بأس إذا اتخذ أخاً يكون عوناً له على الطاعة ، وأن يتعاونا على التواصي من أجل المحافظة على الصف الأول ، بأن يسأله إذا لقيه بين صلاة الظهر والعصر مثلا : هل صليت الظهر في الصف الأول ؟ هل صليت الفجر في الصف الأول ؟ والآخر قد يسأله نفس السؤال ، وهكذا كلما التقيا ، حتى يتحقق الهدف ؟
وهل هناك بأس إذا كانا يتفقان على سماع قدر من القرآن يوميا ، كل شخص يسمعه لوحده ، لكنه يرسل لأخيه رسالة يوميا ، أنه سمَّع حتى المكان الفلاني ، والآخر يفعل نفس الشيء من أجل المتابعة ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

سؤال المسلم أخاه المسلم عن
حاله ، وتفقده ، والاطمئنان عليه ، سواء في أمر دينه أو أمر دنياه : من علامات
الأخوة الحقة ، ودلائل صدق المحبة .

فالتواصي بالحق ، والتعاون
على البر والتقوى من صفات أهل الإيمان ، ولا يزال أهل الإيمان يسأل بعضهم عن حال
بعض ، ويتفقد بعضهم بعضا في المساجد وفي المجالس ، حتى ربما عزى بعضهم أخاه إذا
فاتته الجماعة .

قَالَ حَاتِمٌ الْأَصَمُّ
رحمه الله :

” فَاتَتْنِي مَرَّةً
صَلَاةٌ فَعَزَّانِي أَبُو إِسْحَاقَ الْبُخَارِيُّ وَحْدَهُ ، وَلَوْ مَاتَ لِي
وَلَدٌ لَعَزَّانِي أَكْثَرُ مِنْ عَشَرَةِ آلَافِ نَفْسٍ ؛ لِأَنَّ مُصِيبَةَ
الدِّينِ عِنْدَ النَّاسِ أَهْوَنُ مِنْ مُصِيبَةِ الدُّنْيَا ” .

“الزواجر” (1/ 238)

ومن أمثلة ذلك : أن يوقظ
بعضهم بعضا لصلاة الفجر ، ويذكر بعضهم بعضا بمواعيد الدروس والمحاضرات ، ويصحب
بعضهم بعضا لزيارة المريض ، ويعين بعضهم بعضا عند الحاجة ، ونحو ذلك .

والتواصي بالحق من خصال
الخير ، وفضائل الأعمال ؛ قال الله تعالى : (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي
خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا
بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) سورة العصر .

فيوصي بعضهم بعضا بطاعة الله
، والحرص عليها والمسابقة إليها ، يوصي بعضهم بعضا بالابتعاد عن كل ما يكرهه الله
تعالى على سبيل العموم .

لكن … ينبغي أن تكون هذه
النصيحة بعيدة عن التفصيل ، والسؤال عن العبادات : عبادةً عبادةً ، فذلك مما لا
ينبغي ، لما قد يترتب عليه بعض المفاسد .

فمن مفاسد ذلك : أنه قد يكون
سببا للوقوع في شيء من الكذب ، بأن يقصر المسلم في طاعة من الطاعات ، ولا يريد أن
يعرف أخوه ذلك ، حتى لا يظهر بمظهر المقصر ، فيكذب على أخيه دفعا لهذا الإحراج .

ومنها : أن يكون سببا للوقوع
في الرياء أو العجب بالعمل ، فتتحول نيته من الإخلاص لله تعالى إلى محبة الظهور
أمام أخيه بصورة الشخص الكامل ، أو يعجب بنفسه حينما يرى نفسه مواظبا على الطاعة
بينما أخوه قد قصر في بعضها ، فيقع في نفسه شيء من الإعجاب بالنفس ويرى أنه خير من
أخيه وأعلى منه منزلة .

ومن ذلك : أن هذا سيحول
الأعمال التي ينبغي أن يعملها المسلم خفية – حتى تكون أقرب إلى الإخلاص – سيحولها
إلى أعمال يعلنها المسلم ويخبر بها .

وبناء على هذا ؛ فينبغي أن
يكون التعاون على البر والتقوى والتواصي الحق بعيدا عن هذه التفاصيل ، إلا إذا رأى
المسلم أخاه مقصرا في عمل معين ، فلا حرج أن يتعاهده بالنصح والتذكير في ذلك العمل
خاصة ، بين الوقت والآخر ، لا أن يكون ذلك هديا راتبا ، ولا سنة دائمة ، في كل
الأوقات ، أو في كل الأعمال .

وانظر لمزيد الفائدة الفتوى
رقم : (148209) ، (181899)
.

والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android