سمعت أن الكحل المستخدم اليوم في معظم دول أسيا كان أساس نشأته من رماد جبل الطور الذي تجلى الله عليه في عهد موسى عليه السلام فجعله دكا، وسيستمر هذا الجبل في إخراج الكحل إلى قيام الساعة ، ومن هنا كان للكحل مزية خاصة حتى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. فهل هذا صحيح ؟
هل ثبت أن أساس الكحل الذي يستعمله الناس اليوم من رماد جبل الطور ؟
السؤال: 228118
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
عرف الأطباء قديما وحديثا للكحل أهميته للعين ، وأنه يجلو البصر ، ويحفظ صحة العين ، وخاصة الإثمد . قال ابن القيم رحمه الله :
” فِي الْكُحْلِ حِفْظٌ لِصِحَّةِ الْعَيْنِ، وَتَقْوِيَةٌ لِلنُّورِ الْبَاصِرِ، وَجَلَاءٌ لَهَا، وَتَلْطِيفٌ لِلْمَادَّةِ الرَّدِيئَةِ، وَاسْتِخْرَاجٌ لَهَا ، مَعَ الزِّينَةِ فِي بَعْضِ أَنْوَاعِهِ ، وَلَهُ عِنْدَ النَّوْمِ مَزِيدُ فَضْلٍ لِاشْتِمَالِهَا عَلَى الْكُحْلِ ، وَسُكُونِهَا عَقِيبَهُ عَنِ الْحَرَكَةِ الْمُضِرَّةِ بِهَا، وَخِدْمَةِ الطَّبِيعَةِ لَهَا، وَلِلْإِثْمِدِ مِنْ ذَلِكَ خَاصِّيَّةٌ ”
انتهى من “زاد المعاد” (4/ 259) .
وقد روى الترمذي (1757) وحسنه ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( اكْتَحِلُوا بِالإِثْمِدِ ؛ فَإِنَّهُ يَجْلُو البَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ ) وصححه الألباني في “صحيح الترمذي” .
قال الحافظ رحمه الله :
” الإثْمِد : حَجَرٌ مَعْرُوفٌ أَسْوَدُ يَضْرِبُ إِلَى الْحُمْرَةِ ، يَكُونُ فِي بِلَادِ الْحِجَازِ، وَأَجْوَدُهُ يُؤْتَى بِهِ مِنْ أَصْبَهَانَ” انتهى من “فتح الباري” (10/ 158) .
ثانيا :
القول بأن الكحل المستخدم اليوم أساسه من رماد جبل الطور ، وأنه لا يزال يخرج منه الكحل إلى قيام الساعة ، ولذلك كانت له مزية خاصة : قول فاسد ، وذلك لما يلي :
أولا :
أنه قول لا دليل عليه .
ثانيا :
أن العلماء ذكروا أن الإثمد موجود في بلاد الحجاز ، وفي أصبهان ، وفي بلاد المغرب وغيرها ، ولم يذكروا أنه يؤخذ من جبل الطور بسيناء ، ولا أن أصله من جبل الطور .
انظر : ” زاد المعاد ” لابن القيم (4/283) .
ثالثا :
أنه حجر يسحق ، وليس رمادا من رماد الجبال ولا غيرها .
وما ورد في السنة من استحباب الاكتحال بالإثمد هو من باب الطب النبوي ، ولا علاقة لذلك بجبل الطور لا من قريب ولا من بعيد .
وينظر للاستزادة جواب السؤال رقم : (132208) .
والله تعالى أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة