0 / 0

حكم تصوير وإنتاج مقاطع فيديو للترفيه ونشرها .

السؤال: 228275

ما حكم من ينتج مقاطع الفيديو الترفيهية وينشرها على اليوتيوب بغرض إضحاك الناس ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لا بأس بإنتاج مقاطع الفيديو الترفيهية ونشرها ، إذا خلت من المحرمات والمحاذير الشرعية .
وحتى يتحقق ذلك لابد من وضع مجموعة من الضوابط ، فمن ذلك :
– عدم استخدامها وسيلة للسخرية من الناس ، والاستهزاء بهم .
– عدم ظهور النساء فيها ، مطلقا .
– ألا تتضمن مخالفة شرعية ، كالكذب ، والغناء والموسيقى والرقص ، والدعوة إلى الفحش والرذيلة ، أو تعليم الناس الصفات السيئة من الغش والخيانة والاستهزاء بالآخرين … وغير ذلك.
– أن لا تكون هذه المقاطع هي الشغل الشاغل للمنتج فلا ينتج غيرها ، فإن كثرة الضحك مذمومة في الشرع ، بل ينبغي أن يضيف إلى ذلك المقاطع المفيدة الهادفة ، سواء كانت شرعية دينية أو علمية تعلم الناس أشياء يحتاجون إليها في حياتهم ، والإنسان سيسأل يوم القيامة عن شبابه فيما أبلاه ؟ وعن عمره فيما أفناه ؟ ولا ينبغي للعاقل أن يضيع عمره في مثل هذه الأشياء .

فمثل هذه المقاطع تكون مقبولة إذا كانت في حدود القدر المعقول ، فإن زادت عن الحد كانت مذمومة ، وعمر الإنسان وحياته أثمن من أن يضيع في مثل هذه المباحات .
قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ ) رواه البخاري (6412) .
قال القاري رحمه الله :
” وَالْمَعْنَى: لَا يَعْرِفُ قَدْرَ هَاتَيْنِ النِّعْمَتَيْنِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ؛ حَيْثُ لَا يَكْسِبُونَ فِيهِمَا مِنَ الْأَعْمَالِ كِفَايَةَ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فِي مَعَادِهِمْ، فَيَنْدَمُونَ عَلَى تَضْيِيعِ أَعْمَارِهِمْ عِنْدَ زَوَالِهَا، وَلَا يَنْفَعُهُمُ النَّدَمُ ” انتهى من “مرقاة المفاتيح” (8/ 3225) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
” كثير من أوقاتنا تضيع بلا فائدة ، ونحن في صحة وعافية وفراغ ، ومع ذلك تضيع علينا كثيراً، ولكننا لا نعرف هذا الغبن في الدنيا، إنما يعرف الإنسان الغبن إذا حضره أجله، وإذا كان يوم القيامة ، والدليل على ذلك قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ ) المؤمنون/ 100 ، وقال عز وجل في سورة المنافقون: ( مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِين َ) المنافقون/ 10 .
الواقع أن هذه الأوقات الكثيرة تذهب علينا سدىً ، لا ننتفع منها، ولا ننفع أحداً من عباد الله ، ولا نندم على هذا ، إلا إذا حضر الأجل ؛ يتمنى الإنسان أن يُعطى فرصة ، ولو دقيقة واحدة ، لأجل أن يستعتب ، ولكن لا يحصل ذلك.
ثم إن الإنسان قد لا تفوته هاتان النعمتان: الصحة والفراغ بالموت ، بل قد تفوته قبل أن يموت، قد يمرض ويعجز عن القيام بما أوجب الله عليه ، وقد يمرض ويكون ضيق الصدر، لا ينشرح صدره ، ويتعب، وقد ينشغل بطلب النفقة له ولعياله ، حتى تفوته كثير من الطاعات .
ولهذا ينبغي للإنسان العاقل أن ينتهز فرصة الصحة والفراغ بطاعة الله عز وجل بقدر ما يستطيع ” انتهى من “شرح رياض الصالحين” (2/ 66) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android