0 / 0

حكم خلوة المرأة برجل من ذوي الاحتياجات الخاصة .

السؤال: 228663

ما رأيكم في عمل أمي؟ إنها تعمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ، وتساعدهم في شراء حاجياتهم وترتيب أغراضهم ، ومن هؤلاء الأشخاص رجل عاقل يدرك معنى العلاقة بين الرجل والمرأة ، ومع هذا أجد أنها تذهب إليه في بيته ، وتجلس هناك ، وتختلي به ، وتشتري له اسطوانات الموسيقى ، والأفلام ، والطعام المحرم ، فهل عملها هذا حلال أم حرام ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

نحييك ، أيتها الأخت المسلمة ، على اهتمامك بدين والدتك فهذا من أعظم البر بها .
كما نذكّر أنفسنا وإياك ، أنّ على المسلم أن يرفق بوالديه في نصحهما ولا يسيئ إليهما ، ولو كانا على ذنب ؛ بل ينكر عليهما الذنب بالرفق والحسنى ، ويطيعهما فيما سوى ذلك .
قال الله تعالى : ( وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) لقمان /15.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى :
” ( وَإِنْ جَاهَدَاكَ ) أي : اجتهد والداك ( عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا ) ولا تظن أن هذا داخل في الإحسان إليهما ، لأن حق الله مقدم على حق كل أحد ، و” لا طاعة لمخلوق ، في معصية الخالق ” .
ولم يقل : ” وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فعقهما ” بل قال : ( فَلا تُطِعْهُمَا ) أي : بالشرك ، وأما برهما ، فاستمر عليه ، ولهذا قال: ( وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ) أي : صحبة إحسان إليهما بالمعروف ، وأما اتباعهما وهما بحالة الكفر والمعاصي ، فلا تتبعهما ” انتهى من ” تفسير السعدي ” ( ص 648 ) .
ثانيا :
1- لا شك أن دخول المرأة على الرجل الأجنبي ، والخلوة به هو من الأمور المحرمة ، حتى وإن كان معوقا ، من ذوي الاحتياجات الخاصة ، ما دام يعقل أمر النساء ، ولا تؤمن الفتنة به ، ومنه .
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ ‏)‏ رواه البخاري ( 5233 ) .‏
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَلاَ لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ ) رواه الترمذي (2165) ، وصححه الألباني في ” صحيح سنن الترمذي ” رقم (2165) .
كما أن هذا العمل يشتمل على النظر المحرم واللمس المحرم .
2- شراء الأغاني والأفلام والطعام المحرم للآخرين هو عمل محرم ؛ لأنه من الإعانة على المنكر وقد نهى الله تعالى عن ذلك .
قال الله تعالى :
( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة / 2 .
فعليك أن تبيني لوالدتك حرمة الخلوة بهذا الرجل الأجنبي ، والدخول عليه ، ثم حرمة شراء المحرمات له ، وأن عليها أن تكتفي بالعمل مع النساء .
وعليك أن تذكريها بقوله سبحانه وتعالى :
( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) الطلاق / 2-3 .
قال الشيخ السعدي – رحمه الله تعالى – :
” فكل من اتقى الله تعالى ، ولازم مرضاة الله في جميع أحواله ، فإن الله يثيبه في الدنيا والآخرة . ومن جملة ثوابه أن يجعل له فرجًا ومخرجًا من كل شدة ومشقة . وكما أن من اتقى الله ، جعل له فرجًا ومخرجًا ، فمن لم يتق الله ، وقع في الشدائد والآصار والأغلال ، التي لا يقدر على التخلص منها والخروج من تبعتها ” . ” تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ” ( ص 1026 ) .

نسأل الله تعالى أن يهدي والدتك ويثبتها على الهدى ويرزقها من فضله .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android