أرغب أن أموت شهيدة في سبيل الله فأنا أريد أن أموت وأنا أنقذ غيري ، فماذا يجب أن أفعل حتى يستجيب الله لي هذه الرغبة ؟
مسلمة ترغب في الشهادة وهي تنقذ غيرها ، فكيف السبيل إلى ذلك ؟
السؤال: 228740
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
نهنئك أيتها الأخت على هذه الهمة العالية ، واجتهدي في المحافظة عليها فإنها خير يسوق الإنسان نحو الخيرات ، وطلب رضوان الله تعالى .
ثانيا :
من فضل الله تعالى على هذه الأمة المرحومة أن وسّع لها باب الشهادة ، فلم يقصره على من قتل في الجهاد في سبيل الله ، كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ : المَطْعُونُ ، وَالمَبْطُونُ ، وَالغَرِقُ ، وَصَاحِبُ الهَدْمِ ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) رواه البخاري ( 2829 ) ، ومسلم ( 1914 ) .
وعن جَابِرَ بْنَ عَتِيكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ : الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ ، وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ ، وَصَاحِبُ الْحَرِيقِ شَهِيدٌ ، وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ ) رواه أبو داود ( 3111 ) ، وصححه الألباني في ” صحيح سنن أبي داود ” ( 3111 ) .
وهناك أنواع أخرى غير هذه .
قال ابن حجر رحمه الله تعالى :
” وقد اجتمع لنا من الطرق الجيدة أكثر من عشرين خصلة ” .
انتهى من ” فتح الباري ” ( 6 / 43 ) .
ومن المتفق عليه أن الإنسان لا يجوز له أن يتقصد إهلاك نفسه بهذه المصارع ؛ بل الواجب على المسلم أن يحفظ نفسه ، ولا يحمله حبه للشهادة وطلبه لها أن يكون متهورا ، يلقي نفسه في المهالك .
قال الله تعالى :( وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ )البقرة /195.
وقال الله تعالى : ( وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا )النساء/29 .
وإنما يجوز له أن يباشر أسبابها إذا كانت مشروعة في حقه ؛ كأن يرى غريقا ، وهو يحسن السباحة ، ويغلب على ظنه أنه قادر على إنقاذه ، فيسعى في إنقاذه ، فيغرق…. ونحو ذلك .
والحاصل :
أنه إذا قدَّر الله للعبد أن يموت بسبب من هذه الأسباب التي ينال بها الشهادة ، فقد حصل ما تمناه العبد ، وإن لم يُقَدِّرْ الله تعالى ذلك ، فإن العبد إذا كان صادقا فإن الله تعالى يعطيه منزلة الشهداء ، مهما كانت موتته .
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ طَلَبَ الشَّهَادَةَ صَادِقًا ، أُعْطِيَهَا ، وَلَوْ لَمْ تُصِبْهُ ) رواه مسلم ( 1908 ) .
وعن سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَنْ سَأَلَ اللهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ ، بَلَّغَهُ اللهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ ، وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ ) رواه مسلم ( 1909 ) .
ومن أهم الأسباب التي ينال بها العبد الشهادة في سبيل الله : الدعاء .
وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدعو الله بأن يرزقه الله الشهادة في سبيله ، ويجعل موته في بلد رسوله الله صلى الله عليه وسلم (المدينة). وكان الصحابة يتعجبون من ذلك ، لأن الجهاد في ذلك الوقت لم يكن في المدينة ، وإنما كان في أطراف الدولة الإسلامية .
فاستجاب الله دعاءه ، فرزقه الشهادة في سبيله وجعل موته في المدينة النبوية .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب