0 / 0

حكم التسمية بــ ” عاصية ” و ” آسية ” و ” شمسية ” ، ومعنى هذه الأسماء .

السؤال: 228745

ما معنى الأسماء عاصية وآسية وشمسية ” وهل هي من الأسماء ذات المعنى الطيب وبالرغم من المعنى السيئ لاسم عاصية ولكنني لا أدري سبب قيام الناس باستخدام هذا الاسم ؟ وما معنى اسمي: بَكَر أو بُكَر أو بَكْر؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
ينبغي اختيار الأسماء الحسنة ، وتجنب اختيار الأسماء القبيحة ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينظر في دلالة الاسم ، ويغير الاسم القبيح إلى اسم حسن .
راجع السؤال رقم : (147252) .
وللأسماء دلائل على مسمياتها ، وتَناسُبٌ بينها وبينها .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
” والله سبحانه بحكمته في قضائه وقدره : يلهم النفوس أن تضع الأسماء على حسب مسمياتها لتناسب حكمته تعالى بين اللفظ ومعناه ، كما تناسبت بين الأسباب ومسبباتها …
وبالجملة : فالأخلاق والأعمال والأفعال القبيحة تستدعي أسماء تناسبها ، وأضدادها تستدعي أسماء تناسبها .
وكما أن ذلك ثابت في أسماء الأوصاف فهو كذلك في أسماء الأعلام ، وما سمي رسول الله محمدا ، وأحمد : إلا لكثرة خصال الحمد فيه ؛ ولهذا كان لواء الحمد بيده ، وأمته الحمادون وهو أعظم الخلق حمدا لربه تعالى ؛ ولهذا أمر رسول الله بتحسين الأسماء فقال : ( حسنوا أسماءكم ) ، فإن صاحب الاسم الحسن قد يستحي من اسمه ، وقد يحمله اسمه على فعل ما يناسبه ، وترك ما يضاده ؛ ولهذا ترى أكثر السفل أسماؤهم تناسبهم ، وأكثر العلية أسماؤهم تناسبهم ” .
انتهى من ” تحفة المودود ” (ص 146-147) .

ثانيا :
– ” شمسية ” : نسبة إلى الشمس ، يقال : سنة شمسية ، نسبة إلى الشمس ، كما يقال : سنة قمرية ، نسبة إلى القمر .
جاء في “المعجم الوسيط” (1/ 494)
“شمسية: نِسْبَة إِلَى الشَّمْس، والشمسية : مظلة تحمل فِي الْيَد تتقى بهَا الشَّمْس ” انتهى .

ولعل من يسمي ابنته بهذا الاسم ينظر إلى شيء من صفات الشمس ، ويأمل أن تكون ابنته كذلك ، كأن يلمح منها : عموم الفائدة ، أو نور الوجه واستدارته وجماله ، أو نحو ذلك .

ويجوز التسمية بـ ” شمسية ” باعتبار أن الأصل في التسمية الجواز ، جاء في ” الموسوعة الفقهية ” (11/332) : ” الْأَصْلُ جَوَازُ التَّسْمِيَةِ بِأَيِّ اسْمٍ ، إلَّا مَا وَرَدَ النَّهْيُ عَنْهُ ” انتهى .
وفي الأسماء الشرعية المستحبة الغنية والكفاية .

– و ” آسية ” لها عدة معان في اللغة :
جاء في “لسان العرب” (14/ 34):
الأَسا: المُداواة والعِلاج ، وَهُوَ الحُزْنُ أَيضاً. وأَسا الجُرْحَ: دَاوَاهُ. والأَسُوُّ والإِسَاءُ، جَمِيعًا: الدَّوَاءُ، وَالْجَمْعُ آسِيَة ” انتهى .
والآسِيَةُ من البِناءِ: المُحْكَمُ، والآسية : الدِّعامةُ، والخاتِنَةُ .
“القاموس المحيط” (ص 1259)
والآسِيَةُ أيضاً: السارِيَةُ .
“الصحاح” (6/ 2269)
ويقالُ: سُمِّيتِ السارية آسِيَة: لأنَّها تُصْلِحُ السَّقْفَ وتُقِيمُه، من أَسَوْت بينَ القَوْمِ: أَصْلَحتُ بَيْنهم.
“تاج العروس” (37/ 79)
ولعل اسم ” آسية ” مأخوذ من ذلك كله ، فهي كلها معان حسنة . ولا بأس بالتسمية به .

– وأما “عاصية” : فمن العصيان ، وهو الخروج عن الطاعة ومخالفة الأمر ، وهو اسم قبيح ، وقد روى مسلم (2139) عَنِ ابْنِ عُمَرَ : ” أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيَّرَ اسْمَ عَاصِيَةَ ، وَقَالَ: (أَنْتِ جَمِيلَةُ) ” .
وهذا الحديث كافٍ في بيان ذم هذا الاسم ، وأنه يكره للمسلم أن يُسمي به ابنته . هذا مع ما في فطر النفوس من النفرة من مثل هذا الاسم ، وانقباضها ممن يحمله .

أما بكر : فهو الفتيّ من الإبل ، جاء في ” تاج العروس ” (10/ 241):
” البُكْرُ والبَكْرُ: وَلَدُ النّاقَةِ ، أَو الفَتِيُّ مِنْهَا ؛ فمَنْزِلَتُه من الإِبل منزلةُ الفَتِيِّ من النَّاس ” انتهى .

فالذي يتسمى به لعله ينظر إلى معنى القوة والشباب ، وهو اسم معروف عند العرب ، تسمى به جماعة من الصحابة رضي الله عنهم ، وكُنِّي به أبو بكر الصديق رضي الله عنه .
انظر : ” الإصابة في تمييز الصحابة ” للحافظ ابن حجر (1/212-215) .

وينظر للفائدة السؤال رقم : (1692) ، والسؤال رقم : (101401) .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android