تنزيل
0 / 0

يسألن عن تفصيل حكم إهدائهن لمعلماتهن

السؤال: 229549

نحن بنات خريجات هذه السنة ـ بإذن الله ـ من الثانوية ، ونعزم على إهداء معلماتنا هدية لما قدموه لنا من جهد تربوي ، قبل أن يكون تعليميا .
سؤالي متشعب ، أرجو من حضرتكم الإجابة على كل نقطة فيه .
هل إهداء طالبة لمعلمة يختلف حكمه عن ما إذا كانوا مجموعة طالبات لمعلمة ، باستواء قيمة أو نوع الهدية لكلا الطرفين ؟
وهل يختلف إهداء معلمة أو جميع المعلمات ، في الحكم أعني . مع أنهن كلهن درسونا -البعض قال : نعطي الجميع كي لا يبقى في النفوس شئ ؟
وهل يختلف الحكم في إهدائنا لهم قبل التخرج ، وذلك في حفل التخرج ، وهو يسبق الاختبارات . أم لا بد أن يكون بعد انتهائنا من الاختبارات ، كي لا يبقى لنا حقوق عندهم – من الدرجات – ترققها الهدية التي أعطيناهم إياها ؟
وهل إقامة حفل لهم يستوي بمقام الهدية ، أعني حفل وداعنا لهم ؟
وهل يختلف حكم الهدية إذا كانت مادية كذهب مثلاً أو للآخرة كحفر بئر ؟
نرجو الإجابة بالتفصيل ، ، فلا نريد الدخول في حكم هدايا العمال غلول .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

من أهم ضوابط تحريم هدايا العمال والموظفين وأصحاب الولايات : أن يكون هناك احتمال
أن تؤدي الهدية إلى معاملة خاصة ، أو درجة خاصة ، أو أخذ ما ليس بحق للمهدي ؛ وذلك
أن الشريعة الإسلامية شريعة العدالة التامة والحمد لله ، تسعى لسد أبواب الفساد
كلها ، مهما صغرت ، ولذلك وردت النصوص العديدة في تحريم هدايا العمال ، كي لا تكون
البديل ” المحسَّن ” عن الرشوة الحقيقية ، وكي لا يسقط المجتمع في آفة الفساد
والمحسوبية .
ومن هنا فالواجب على الطالبات اجتناب الإهداء لمعلماتهن ، ما دمن داخل المرحلة
التعليمية التي تتولاها معلماتهن ، وما دامت شبهة المحاباة – بمنح العلامات أو
تخفيف الواجبات – قائمة ، سواء أهدت طالبة واحدة ، أم مجموعة من الطالبات معا ،
وسواء كانت المهدى إليها معلمة واحدة ، أم جماعة من المعلمات ، وسواء ـ أيضا ـ كانت
الهدية نقدية ، أم عينية ، أم احتفالا وداعيا ، فالحكم في هذا كله سواء ، هو المنع
والتحريم ؛ لأنها – في جميع هذه الأحوال – بمعنى هدايا العمال التي قال عنها نبينا
صلى الله عليه وسلم : ( هَدَايَا الْعُمَّالِ غُلُولٌ ) رواه الإمام أحمد في ”
المسند ” (39/ 14) ، وحسنه ابن الملقن في ” تحفة المحتاج ” (2/ 572)، وصححه
الألباني في ” صحيح الجامع ” (7021).

ولا يستثنى من الأسئلة الواردة إلا أن تجعل الهدية بعد ظهور نتائج الطالبات ،
وبعد بلوغ الطالبات مرحلة التخرج من المدرسة ، وانقطاعهن عن تعليم المعلمة المهدى
إليها ، وسلطانها على الطالبات ؛ ففي هذه الحالة ينتفي احتمال المحاباة ، وشبهة
التفضيل ، وتغدو الهدية رسالة عرفان وشكر وامتنان ، تؤجر عليها الطالبة بإذن الله .

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله السؤال الآتي :
” هل يجوز للمعلمة قبول الهدية من الطالبات . وإذا كان لا يجوز لها ذلك ، هل يجوز
قبولها بعد انتهاء العام الدراسي وتسليم النتائج . وإذا كان ذلك أيضا لا يجوز ، فهل
يجوز لها قبولها من الطالبات بعد انتهاء مدة تدريسها في تلك المدرسة إذا أرادت
الانتقال من هذه المدرسة لمدرسة أخرى ؟
فأجاب بقوله :
الواجب على المعلمة ترك قبول الهدايا ؛ لأنها قد تجرها إلى الحيف وعدم النصح في حق
من لم يهد لها ، والزيادة بحق المهدية ، والغش ، فالواجب على المدرسة أن لا تقبل
الهدية من الطالبات بالكلية ؛ لأن ذلك قد يفضي إلى ما لا تحمد عقباه ، والمؤمن
والمؤمنة عليهما أن يحتاطا لدينهما ، ويبتعدا عن أسباب الريبة والخطر .
أما بعد انتقالها من المدرسة إلى مدرسة أخرى فلا يضر ذلك ؛ لأن الريبة قد انتهت
حينئذ ، والخطر مأمون ، وهكذا بعد فصلها من العمل ، أو تقاعدها إذا أهدوا إليها
شيئا ، فلا بأس ” انتهى من ” مجموع فتاوى ابن باز ” (20/ 63-64) .
ويقول الشيخ ابن جبرين رحمه الله :
” الممنوع أن الأستاذ والمدرس يأخذ الهدية من الطالب إذا خاف أنه يميل معه ، أي :
أنه إذا أهدى إليك مالت نفسك معه ، فتقدمه على غيره ، وتتغاضى عن هفواته ، وتجبر
نفسه ، وتزيد في درجاته ، وتتساهل في التصحيح معه ، وما أشبه ذلك مما تفضله به على
غيره ، ففي هذه الحال لا يحق للمدرس أن يقبل من هذا ، ولو أنه قد أحسن إليه ، ولا
يحق للطالب أن يهدي له وهذا غرضه .
وأما إذا كان قد انتهى من الدراسة ، وانتهى من هذه المدرسة ، ونجح منها ، وعزم على
أن ينتقل إلى جامعة أو إلى مدرسة أخرى ، فلا مانع من أن يهدي إليهم هدايا مكافأة
لهم ، وأن يستضيفهم ويكرمهم أو يهديهم كتباً ، أو يهديهم أقلاماً ثمينة ، أو ساعات
، أو حقائب ، أو كسوة ، أو ما أشبه ذلك ، وهذا من باب رد الجميل ، يعني : رأى منهم
حسن معاملة معه ومع غيره ، فأراد مكافأتهم ” انتهى من ” شرح أخصر المختصرات ” (64/
48، بترقيم الشاملة آليا) .

وقد سبق في موقعنا العديد من الفتاوى التي تبين هذا التفصيل في حكم الهدايا .
(22762) ، (139393) ، (148923)
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android