أنا محتار ما بين أهلي وديني ، غير أني أحمد الله جل وعلا بأن هداني إلي الطريق الصحيح
ولكن أهلي غير موافقين ؛ لأنهم مازالوا على المذهب الشيعي
فهل يجوز أن أصلي وفقا للسنة النبوية سرا من أهلي ؟
وهل يجوز أن أغتسل مثل الشيعة ؟
اعتنق مذهب أهل السنة والجماعة ويسأل عن حكم إخفاء صلاته
السؤال: 229719
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
نحمد الله أن وفقك لطريق أهل السنة ونجاك من الوقوع في شراك البدعة ، ونسأل الله أن يتم عليك النعمة ويكشف عنك الضر ويرفع عنك البلاء .
فالسنة – كما قال الإمام مالك رحمه الله – كسفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
” وَهَذَا حَقٌّ ؛ فَإِنَّ سَفِينَةَ نُوحٍ إنَّمَا رَكِبَهَا مَنْ صَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ وَاتَّبَعَهُمْ ، وَأَنَّ مَنْ لَمْ يَرْكَبْهَا فَقَدْ كَذَّبَ الْمُرْسَلِينَ ” انتهى من “مجموع الفتاوى” (4 /137) .
وننصحك بالتلطف مع أهلك ومعاملتهم بالحسنى كما أمر الله ، والحرص على نصحهم وإرشادهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، والدعاء لهم بالهداية إلى طريق أهل السنة والجماعة ، والنجاة من طريق أهل البدعة ، وراجع إجابة السؤال رقم : (142071) .
وأما عن إخفاء عقيدتك ومذهبك ، فإن كنت لا تخاف على نفسك من أهلك أن يلحقوا بك الضرر أو الأذى البالغ فإنك تعلن بعقيدتك ولا تخفيها ، وإن خفت على نفسك منهم فإنه يجوز لك أن تخفي عقيدتك عنهم ، قال الله تعالى: (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ) غافر/28، فهذا الرجل مؤمن بنص القرآن مع أنه كان يخفي إيمانه عن فرعون وملئه خوفاً على نفسه منهم ، وقد دل القرآن الكريم على أن مكة كان بها من يخفي إيمانه وقت الفتح وفيهم نزل قوله تعالى : (وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا)الفتح/ 25 ، قال ابن كثير ” وَلَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ أَيْ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ مِمَّنْ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ وَيُخْفِيهِ مِنْهُمْ خِيفَةً عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِنْ قَوْمِهِمْ ، لَكُنَّا سَلَّطْنَاكُمْ عَلَيْهِمْ فَقَتَلْتُمُوهُمْ وَأَبَدْتُمْ خَضْرَاءَهُمْ وَلَكِنْ بَيْنَ أَفْنَائِهِمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ أَقْوَامٌ لَا تَعْرِفُونَهُمْ حَالَةَ الْقَتْلِ” انتهى من ” تفسير ابن كثير ” (7 / 319).
وفي قصة إسلام أبي ذر قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (يا أبا ذر ، اكتم هذا الأمر [أمر إسلامه]). رواه البخاري.
ولكن ننبهك على أن إخفاء الإيمان لا يعني ارتكاب الباطل في الظاهر, قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ” وَكِتْمَانُ الدِّينِ شَيْءٌ ، وَإِظْهَارُ الدِّينِ الْبَاطِلِ شَيْءٌ آخَرُ، فَهَذَا لَمْ يُبِحْهُ اللَّهُ قَطُّ إِلَّا لِمَنْ أُكْرِهَ ، بِحَيْثُ أُبِيحَ لَهُ النُّطْقُ بِكَلِمَةِ الْكُفْرِ. وَاللَّهُ تَعَالَى قَدْ فَرَّقَ بَيْنَ الْمُنَافِقِ وَالْمُكْرَه” انتهى من ” منهاج السنة النبوية ” (6 / 424).
أما عن الصلاة خلف المبتدعة فقد سبق بيان حكمها في الفتوى رقم : (201740).
والنصيحة لك إن لم تتمكن من الصلاة مع أهل السنة والجماعة أن تصلي بمفردك فذلك خير من الصلاة خلف هؤلاء.
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة