0 / 0

حكم دراسة رسم ذوات الأرواح لأجل استعمالها فيما يفيد

السؤال: 231241

أدرس تخصص التصميم ، وأمنية حياتي أن أصبح فناناً ورساماً ، ولكن بعد أن التزمت بشكل جدي قبل سنة ونصف علمت أنه لا يجوز رسم ذوات الأرواح باستثناء بعض الحالات ، ومن ضمنها الرسم من أجل الأطفال ، لذا قررت حصر نشاطي في مجال تعليم الأطفال ، وألعاب الأطفال ، وما إلى ذلك ، ونظراً لطبيعة عملي التي تعتمد على المهارة فإنه يجب علي التمرن دائماً لأحافظ على مهارتي في الرسم وتطويرها ، فهل يجوز لي التمرن على رسم ذوات الأرواح حتى أتمكن من رسم الشخصيات الكرتونية للأطفال ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

تصوير ذوات الأرواح مما نص الشرع على تحريمه وجاء الوعيد الشديد على فعله ، ومما ورد في ذلك :
عَن عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، أنها قالت : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يَوْمَ القِيَامَةِ يُعَذَّبُونَ ، فَيُقَالُ لَهُمْ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ ) ، وَقَالَ: ( إِنَّ البَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّوَرُ لاَ تَدْخُلُهُ المَلاَئِكَةُ ) رواه البخاري (2105) ، ومسلم (2107) .
وعن عَبْدَ اللَّهِ بن مسعود ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ القِيَامَةِ المُصَوِّرُونَ ) رواه البخاري (5950) ، ومسلم (2109) .

فهذه الأحاديث وغيرها داعية للمسلم الناصح لنفسه : إلى الفرار من هذه الأعمال ، والتوبة إلى الله تعالى منها .
ومثل هذه المحرمات : قاعدة الشرع فيها أنها لا تباح إلا لضرورة ، أو حاجة ماسة .

والرسوم الكرتونية الهادفة رغم منافعها إلّا أنها من مسائل الخلاف والشبهات ، وليست من الحاجات الماسة التي يلحق بفواتها حرج ومشقة .
وبناء على هذا فدراستك لصناعة الصور الكرتونية فيه مفسدتان :
المفسدة الأولى :
أنك بهذه الدراسة تعطّل نفسك عن الدراسات المباحة والنافعة بالاتفاق ، وأبواب طلب الرزق مأمور فيها المسلم بطلب الحلال واتقاء الشبهات ، وثمن المصور في أصله من المحرمات .
عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ : ” عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ اشْتَرَى غُلاَمًا حَجَّامًا فَقَالَ : ( إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ ثَمَنِ الدَّمِ ، وَثَمَنِ الْكَلْبِ ، وَكَسْبِ الْبَغِيِّ ، وَلَعَنَ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ ، وَالْمُصَوِّرَ‏) رواه البخاري ( 5962 )‏ .
المفسدة الثانية :
دراستك لرسم ذوات الأرواح مفسدة محققة ، أما ما تأمله من القيام بأعمال مفيدة بعد تخرجك فهي مصلحة مظنونة ، فليس كل ما يأمله الإنسان يدركه ، ولا يصح ارتكاب مفسدة محققة لأجل مصلحة مظنونة .

فالنصيحة لك ، أن تكتفي بتعلم التصاميم الجائزة ، كما نصح ابن عباس رضي الله عنه أحد المصورين .
عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ ، قَالَ: ” جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ أُصَوِّرُ هَذِهِ الصُّوَرَ ، فَأَفْتِنِي فِيهَا ، فَقَالَ لَهُ : ادْنُ مِنِّي ، فَدَنَا مِنْهُ ، ثُمَّ قَالَ: ادْنُ مِنِّي ، فَدَنَا حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ ، قَالَ: أُنَبِّئُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ ، يَجْعَلُ لَهُ ، بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا ، نَفْسًا فَتُعَذِّبُهُ فِي جَهَنَّمَ ) ، وقَالَ: إِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ فَاعِلًا ، فَاصْنَعِ الشَّجَرَ ، وَمَا لَا نَفْسَ لَهُ ” رواه مسلم (2110) .

وإلا ؛ فابحث لك عن تخصص آخر ، نافع ومفيد ، خال من الشبهات .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android