0 / 0

توقف نشاط الجمعية الخيرية والموظفون يتقاضون راتبهم

السؤال: 231542

أعمل في مؤسسة تابعة لمنظمة ذات طابع خيري واستثماري منذ ثلاث سنوات ، ولسبب ما أصبح العمل شبه متوقفا منذ شهور ، مدير المنظمة وفريقه المساعد على علم تام بذلك ، ورغم ذلك ما زلنا نتقاضى مرتباتنا أنا وزملائي من المنظمة بهدف الحفاظ على فريق العمل ، فهل في ذلك أية شبهة ؟ كون جزء من أموال المنظمة خيرية مع العلم أني بحاجة هذا العمل لعائلتي ، والمنظمة على علم بماهية ذلك التوقف ، ولكنها لا تبذل جهدا كافيا لتفعيله ، ورغم ذلك تصرف المرتبات ، وهل علي أن أترك العمل ، رغم أني لم أجد غيره ، ولا أجيد غيره أصلا ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

حكم عملك في هذه المؤسسة ينبني على موقف الإدارة من توقف العمل ، وعلى معرفة النشاط الخيري الذي تقوم به المؤسسة .
فإذا كانت الإدارة تعمل على تذليل العقبات التي تسببت في إيقاف العمل ، وترى أن من مصلحة المؤسسة الحفاظ على فريق العمل ، حتى يتم استئناف النشاط مرة أخرى ، فذلك اجتهاد مقبول ، لأن الحفاظ على فريق العمل فيه مصلحة فعلية للمؤسسة ، وإعفاؤهم من العمل ، ثم الإتيان بعد ذلك بموظفين جدد : سوف يؤثر على انتظام العمل وكفاءته ، وسوف يجعل الموظفين لا يرغبون في العمل في تلك المؤسسة ، لأنهم يخشون من عدم الاستقرار في العمل ، وفي هذه الحالة لا حرج عليك في الراتب الذي تتقاضاه .

أما إذا كانت الإدارة ليست حريصة على عودة العمل ، ولا تنهض بالأمانة التي وكلت إليها ، على الوجه الذي تبرأ به الذمة : فلا شك أن ذلك حرام عليهم ، لأن فيه خيانة للأمانة التي ائتمنوا عليها .

وأما بالنسبة لراتبك في هذه الحالة فلابد من معرفة نشاط المؤسسة الخيري ، ومقصد المتبرعين لها ، فإن كانوا يقصدون العمل الخيري العام على تنوعه وشموله ، كمساعدة المحتاجين والمرضى … ونحوهم :
فإذا كنت في حاجة إلى هذا العمل لأنك لم تجد غيره ، كما ذكرت في سؤالك ، وكنت مضطرا إلى راتبك : فلا بأس بالراتب الذي تتقاضاه ، إن شاء الله ، لأنه يمكن اعتباره نوعا من المساعدة من المؤسسة لك ، وهو داخل في نشاط المؤسسة الخيري ، ومقاصد المتبرعين .

وأما إذا كان نشاط المؤسسة محددا ببعض الأنشطة كمساعدة اليتامى ، أو كبار السن ، ونحو ذلك ، ممن لا تدخل أنت فيهم ، فالنصيحة لك أن تبحث بحثا جادا عن عمل آخر ، وفي هذه الحالة نرجو أن لا يكون عليك حرج في أخذ الراتب حتى يتيسر لك عمل آخر ، لأنك في هذه الحالة كالمضطر إلى ذلك ، ولأنك بذلت نفسك ، وفرغت الوقت الذي تعاقدت مع المؤسسة عليه ، وننصحك بأن تجتهد في أن تشغل وقت العمل ، بأعمال خيرية مماثلة لنشاط المؤسسة المتوقف ، أو مقاربة له ، قدر الإمكان .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android