الدعاء موقوف بين السماء والأرض حتى تصلي على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
السؤال: 23194
هل هذا الحديث صحيح ” كل دعاء موقوف أو محجوب حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ” ؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
هذا الحديث رواه الترمذي (486) عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي
الله عنه قَالَ : ( إِنَّ الدُّعَاءَ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، لا
يَصْعَدُ مِنْهُ شَيْءٌ حَتَّى تُصَلِّيَ عَلَى نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ) . قال ابن كثير : إسناده جيد اهـ . وحسنه الألباني في صحيح
الترمذي .
وقد أورده الألباني في السلسلة الصحيحة (2035) من قول النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وذكر شواهده ، ثم قال : “وخلاصة القول ، أن
الحديث بمجموع هذه الطرق والشواهد لا ينزل عن مرتبة الحسن إن شاء الله تعالى على
أقل الأحوال” اهـ .
ثم ما رواه الترمذي موقوفاً عن عمر رضي الله عنه له حكم المرفوع
.
قال الحافظ العراقي :
“وهو وإن كان موقوفا عليه فمثله لا يقال من قبل الرأي، وإنما هو
أمر توقيفي فحكمه حكم المرفوع …
وقال القاضي أبو بكر بن العربي عقب ذكره لقول عمر هذا : ومثل هذا
إذا قاله عمر لا يكون إلا توقيفا لأنه لا يُدْرَكُ بنظر” اهـ .
والحديث يدل على استحباب الصلاة على الرسول صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع الدعاء .
والذي يظهر أن هذا ليس شرطاً في الدعاء ، بدليل أن النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يلتزم هذا في جميع الأدعية . وإنما يؤخذ هذا الأمر
على الاستحباب .
وقد ذكر العلماء أن الصلاة على الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مع الدعاء على ثلاث مراتب :
قال الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله في كتابه (تصحيح الدعاء ص : 23)
:
“وأكمل المراتب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في فاتحة
الدعاء ووسطه وخاتمته . وإنها للدعاء كالجناح يصعد بخالصه إلى عنان السماء .
والمرتبة الثانية : في أوله وآخره .
والمرتبة الثالثة : في أوله اهـ.
وذكر هذه المراتب أيضاً ابن القيم رحم الله في كتابه ” جلاء
الأفهام” ص 531-535 ) .
وروى الترمذي (3477) عن فَضَالَةَ بْن عُبَيْدٍ رضي الله عنه أن
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ
فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ ، ثُمَّ لْيُصَلِّ عَلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ لْيَدْعُ بَعْدُ بِمَا
شَاءَ) . صححه الألباني في صحيح الترمذي .
وروى الطبراني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : إذا أراد
أحدكم أن يسأل فليبدأ بالمدحة والثناء على الله بما هو أهله، ثم ليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليسأل بعدُ ، فإنه أجدر أن ينجح
. ذكره الألباني في السلسلة الصحيحة (3204) .
وقال أبو سليمان الداراني : ( من أراد أن يسأل الله حاجته فليبدأ
بالصلاة على النبي ، وليسأل حاجته ، وليختم بالصلاة على النبي ، فإن الصلاة على
النبي مقبولة ، والله أكرم أن يرد ما بينهما ) .
والله تعالى أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟