تنزيل
0 / 0
5516122/12/2015

إذا هنأ النصراني المسلمَ في المناسبات ، فبماذا يجيبه ؟

السؤال: 234345

كيف نرد على النصارى أو غير المسلمين عموما إذا هنئونا في أعيادنا ؟ يقول لنا الواحد منهم : كل سنة و أنت طيب، فكيف نرد عليه ؟ هل يجوز أن نقول له : وأنت طيب؟ كذلك بعضهم يهنئونا في مناسبات أخرى مثل ترقية أو نجاح أو زواج أو نحوه فيقول لنا : مبارك عليه ونحوها ؟ فماذا نقول له؟

ملخص الجواب

لا بأس أن يجاب غير المسلم على تهنئته للمسلم بالعيد أو بغير ذلك من المناسبات ، بأن يدعى له الدعاء المناسب ، مكافأة له على تهنئته ، فيقال له : أكرمك الله أو وفقك الله أو أعزك الله أو وأنت طيب ونحو ذلك ، وإذا نوى بهذه الأدعية أن الله يوفقه ويهديه للإسلام فهو أكمل وأحسن .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الرد على التحية يكون بمثلها أو أحسن منها ، أليس يسلم علينا أهل الكتاب : السلام عليكم ، فنجيبهم : وعليكم .
وهذا يعني أننا ندعو لهم بالسلامة ، فيستفاد من ذلك أن الدعاء للكافر بالنفع الدنيوي جائز ، ما لم يكن محاربا للمسلمين .
وهذا مقتضى العمل بقوله تعالى :  وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا  سورة النساء / 86 .

قال النووي رحمه الله :
" اعلم أنه لا يجوز أن يُدعى له بالمغفرة وما أشبهها مما لا يُقال للكفار ، لكن يجوزُ أن يُدعى بالهداية وصحةِ البدن والعافية وشبهِ ذلك .. " . انتهى من " الأذكار " (ص317) .
وقال أيضا " قال أبو سعد المتولي (من علماء الشافعية الكبار توفي سنة 478هـ) : لو أراد تحية ذميّ ، فعلَها بغير السلام ، بأن يقول : هداك الله ، أو أنعم الله صباحك .
قلت : هذا الذي قاله أبو سعد لا بأس به إذا احتاج إليه ، فيقول : صُبِّحْتَ بالخير ، أو السعادة ، أو بالعافية ، أو صبَّحَك الله بالسرور ، أو بالسعادة والنعمة أو بالمسرّة أو ما أشبه ذلك .
وأما إذا لم يحتج إليه ، فالاختيار أن لا يقول شيئاً ، فإن ذلك بسطٌ له وإيناس وإظهار صورة ودّ ، ونحن مأمورون بالإِغلاظ عليهم ومنهيّون عن ودّهم فلا نظهره ، والله أعلم " .
انتهى من " الأذكار " (ص254) .
 

وعلى ذلك ، فإذا قال اليهودي أو النصراني في تهنئته : "كل سنة وأنت طيب" ؛ فلا يظهر حرج في أن يجاب بمثل قوله : " وأنت طيب " ، أو يقال له : " وأنت بخير حال " .
ثم الأفضل من ذلك أن ينوي المجيب بذلك : الدعاء له بالهداية ، وبلوغ خير الحال ، بترك ما هو عليه من الدين الباطل ، والدخول في دين الله .
وقد روى أبو داود (5038) ، والترمذي (2739) عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ: ( كَانَ اليَهُودُ يَتَعَاطَسُونَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُونَ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ: يَرْحَمُكُمُ اللَّه ُ، فَيَقُولُ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ ) وصححه الشيخ الألباني في "إرواء الغليل " (1277) .
قال ابن علان رحمه الله :
" الظاهر أن التفاعل فيه للتكلف: أي يظهرون العطاس بالإتيان بصوت يشبهه ، أو يتسببون له بنحو كشف الرأس . (عند رسول الله يرجون) جملة حالية من الواو: أي يؤملون (أن يقول لهم يرحمكم الله) لتعود عليهم بركة دعائه بها ، فإنهم كانوا يعلمون باطناً نبوته ورسالته ، وإن أنكرو ظاهراً حسداً وعناداً .
(فيقول لهم) من مزيد فضله ولا يحرمهم بركة حضرته وثمرة الجلوس بين يديه (يهديكم الله) أي يدلكم على الهدى لتهتدوا، ولو أراد يوصلكم إلى الهدى لآمنوا واهتدوا (ويصلح بالكم) ، أي ما يهتم به من أمر الدين وذلك بأن يرشدهم إلى الإسلام ويزينه لهم ويوفقهم له " .
انتهى من "دليل الفالحين" (6/361) ، وينظر أيضا : "فتح الباري" لابن حجر (10/604) .

وقال ابن مفلح رحمه الله : " قال صاحب المحيط من الحنفية إن نوى بقلبه أن الله يطيل بقاءه لعله يسلم .. فلا بأس به … ولو قال لذمي أرشدك الله ، أو هداك الله فحسن .
وقال إبراهيم الحربي : سئل أحمد بن حنبل عن الرجل المسلم يقول للرجل النصراني : أكرمك الله ؟
قال : نعم ، يقول : أكرمك الله يعني بالإسلام .
ويتوجه فيه ما سبق من الدعاء بالبقاء ، وأنه كالدعاء بالهداية ، ويشبه هذا أعزك الله " .
انتهى من " الآداب الشرعية والمنح المرعية " (1/368) .

والخلاصة : 

أنه لا بأس أن يجاب غير المسلم على تهنئته للمسلم بالعيد أو بغير ذلك من المناسبات ، بأن يدعى له الدعاء المناسب ، مكافأة له على تهنئته ، فيقال له : أكرمك الله أو وفقك الله أو أعزك الله أو وأنت طيب ونحو ذلك ، وإذا نوى بهذه الأدعية أن الله يوفقه ويهديه للإسلام فهو أكمل وأحسن . 
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android